مُبتعث للدراسة * ابني مُبتعث للدراسة في إحدى الجامعات الأوروبية ، ويبدو أنه مُتعثر في دراسته ويُعاني من بعض المشاكل النفسية ، حيث ان له سنوات طويلة يدرس وبرغم عرضنا عليه أن يعود إلى المملكة إلا أنه يرفض ويُريد أن يُكمل دراسته الجامعية ، رغم أنه لم يوفق في الدراسة إلا أنه لم يستسلم ويُصر على أن يُكمل دراسته ، وأشعر بأنه ربما قد يُعاني من الكآبة ولكن لا أعرف هل وصل مرحلة مرضية من الكآبة وهل وصل إلى مرحلة يحتاج فيها الى التدخّل العلاجي؟ هل يمكن مساعدتي في موضوع ابني ؟ ن. و - سيدتي الفاضلة ، من الصعب تشخيص شخص عن بعد ، دون مقابلته ، خاصةً أن المشكلة التي يُعاني منها ليست ذات أعراض تقود باتجاه مرضٍ مُعيّن. ربما يكون يُعاني من اضطراب التكيّف نظراً لحياة الغربة التي قد يكون يُعاني منها. لا أعرف كيف كانت شخصيته قبل أن يذهب إلى البعثة ، وهل كان جيداً في دراسته قبل أن يذهب إلى البعثة ويلتحق بالجامعة ، وهل نسبة ذكائه متوسطة أم مرتفعة؟ وكذلك لا أعلم عن الظروف التي يعيشها في غربته ، وهل هو شخص عائلي يفتقد عائلته والجو الأسري ، وبذلك يُعاني من الوحدة وعدم قدرته على التكيّف مع الجو والوضع الجديد الذي يعيشه. ما تحدثتي عنه بالنسبة لإمكانية إصابته باضطراب الاكتئاب ، من الصعب الحكم على شخص لم أشاهده وأقوم بعمل تقييم الحالة العقلية له. أعتقد أن من أفضل الأمور إقناعه بالذهاب لزيارة طبيب نفسي في البلد الذي يعيش فيه ، و الطبيب هو الذي يستطيع تشخيص ابنك ومعرفة ما إذا كان يُعاني من اكتئاب مرضي ويحتاج إلى تناول علاج. مضادات الذُهان * أنا مريض بالاضطراب الوجداني ثُنائي القطب ، وأتناول عددا كبيرا من الأدوية المضادة للذُهان ، والأدوية المضادة للاكتئاب وكذلك الأدوية المثُبتة للمزاج. مشكلتي مع هذه الأدوية أنها تجعلني خاملاً معظم الوقت ، وقد جربّت أن أخففها ولكن كنت أنتكس بنوبات اكتئاب واحياناً بنوبات ارتفاع المزاج ( الهوس ) ، مما جعلني أخشى التلاعب في تناول الأدوية ، وأحافظ على أخذ الأدوية في أوقاتها التي يُحددها الطبيب. مشكلتي في الفترة الأخيرة أصبحتْ هذه الأدوية تُسبب لي بعض المشاكل في العمل ، حيث اني أجد صعوبة في الاستيقاظ ، وحتى بعد الاستيقاظ أكون خاملاً ولا أستطيع القيام بالعمل بالشكل المطلوب ، مع كل ذلك أخشى أن أخفف من تناول الأدوية خشية الانتكاسة ، لأن الانتكاسة بالنسبة لي صعبة جداً ، وتؤثر على نفسيتي بشكلٍ كبير ، خاصةً نوبات الهوس التي توقعني في مشاكل مالية ، واجتماعية و عملية ، ويستغرق الخروج من هذه الانتكاسات وقتا طويلا بالنسبة لي ، وتنتابني فترات من النظرة الدونية لنفسي وإحساسي بالخجل من الأفعال التي أقوم بها خلال نوبات الهوس. سؤالي إلى متى أظل أتناول هذه الأدوية الكثيرة لعلاج الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب؟ وهل هناك مرحلة قادمة يُمكنني فيها التوقف عن تناول الأدوية بشكل تام والعيش بدون أي دواء حيث اني مللتُ الأدوية الكثيرة ، وكذلك الخوف من الانتكاسات التي قد تُصيبني بسبب توقفي عن علاجي. هل مرّ عليك مريض اضطراب وجداني ثُنائي القطب تم شفاؤه بشكلٍ تام؟ بانتظار ردكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ر. ش - أستاذي الفاضل ، أسعد الله أيامك بكل خير وأتمنى أن يمنّ الله عليك بوافر الصحة والعافية. ياسيدي الكريم أشكر لك صراحتك الكبيرة التي تحدثت فيها عن مرضك ، وهو مرض مُنتشر في العالم ، وهو مرض للأسف يُصيب كثيرا من الأشخاص ، وهو أكبر مرض تلعب الوراثة دورا فيه بالنسبة للأمراض النفسية. أتفق معك فيما قلته من ناحية صعوبة هذا المرض وللأسف فإن هناك بعض المرضى ، الذين هم في مثل حالتك يحتاجون لأدوية كثيرة للسيطرة على هذا المرض الذي قد يكون مزُعجاً بشكلٍ كبير في كثير من الأحيان. أيضاً أنت على حق في أن بعض الحالات تحتاج أدوية من مضادات الذُهان وكذلك مضادات الاكتئاب وأيضاً مثبتات المزاج ، وهذه الأدوية لها أعراض جانبية مُزعجة تؤثر على القدرة على جميع مناحي الحياة ، العملية والاجتماعية ، وكما ذكرت أنت بأن بعض هذه الأدوية تؤدي إلى الخدر والذي بالنسبة لك يُسبب صعوبة الاستيقاظ وكذلك الخدر أثناء تأديتك العمل. ما أراه هو أن تحاول التفاهم مع طبيبك المعالج بأن يحاول أن يستبدل لك الأدوية التي لها أعراض جانبية بالنسبة للخدر بأدوية أقل خدراً حتى لا تؤثر على عملك ، مع ملاحظة استجابتك لهذه الأدوية الأقل خدراً. وأفضل أن تتناول هذه الأدوية في وقتٍ مُبكر من الليل حتى تستطيع الاستيقاظ لعملك وأنت أكثر تنبهاً حتى يُمكنك من تأدية عملك وأنت أكثر نشاطاً. لا أنصحُك بترك أو بتغيير أي علاج دون استشارة طبيبك المعالج ، نظراً لصعوبة حالتك – كما يبدو لي – وسرعة انتكاستك عندما يتم التلاعب بالأدوية وما يعود عليك ذلك بنتائج سلبية من النظرة الدونية لنفسك وكذلك شعورك بالخجل من السلوكيات التي تقوم بها اثناء نوبات الهوس. من الصعب الإجابة على السؤال الذي سألته حول هل يمكنك التوقف تماماً عن الأدوية ، لكن من خلال رسالتك أعتقد بأنه ربما يكون من الصعب إيقاف العلاج تماماً بالنسبة لحالتك ، خاصةً بأن الدراسات تُشير إلى أن كثيرا من مرضى الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب يحتاجون إلى أن يستمروا بتناول الأدوية لعلاج هذا المرض لفترةٍ طويلة قد تستمر مدى الحياة. أهم من يستطيع تقييم حالتك الصحية واستمراريتك على الأدوية هو طبيبك المعالج.