أن تقدم خدمة للناس ليس معناها أن تظل تذكرهم بها ليلاً ونهاراً ، وإنما الأفضل من كل هذا أن تعتبر خدمتك لهم واجباً عليك ، طالما أنك تتحمل قسطاً من المسؤولية تجاههم ، وتجاه وطنك بشكل عام ، وهو ما تحرص عليه المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ، ويظهر ذلك واضحا في تعاملاتها مع جمهور كبير من المواطنين ، والعاملين الأجانب في مناطق ومحافظات المملكة المختلفة ، حيث تقدم لهم ما يحتاجونه من خدمات ، فيما تحرص على التواصل الدائم معهم ، وتوعيتهم بحقوقهم ، وتقديم النصح والتوجيه حول أفضل السبل لحصولهم عليها. كما تحاول التأمينات – وهو ما ألمسه عن قرب بحكم عملي – نشر ثقافة عدم المن والتفضل بين موظفيها ، فكان أن اطلقت مؤخراً حملة بعنوان " حق لكم " ، هدفت من ورائها إلى إيصال رسالة إلى منسوبيها قبل الجمهور يقول مضمونها إن منافع نظام التأمينات الاجتماعية، تُمثل أحد الحقوق الأساسية للمشتركين ومن واجب العاملين في المؤسسة، خصوصاً من هم في موقع قيادي مسؤول، أن يتعاملوا مع المستفيدين والمراجعين باهتمام وعناية ، وأن يشعروهم بأنهم أصحاب حق وليسوا طالبين له. تلك الثقافة المهنية التي تعمل التأمينات على نشرها تحوي رسالة أيضاً إلى المشتركين في النظام تؤكد لهم من خلالها أن سياسة الباب المفتوح ليست من قبيل الدعاية ، وإنما حقيقة واقعية ومطبقة فعلياً في جميع مكاتبها ، فضلاً عن موقعها الإلكتروني النشط الذي يلبي جميع خدمات أصحاب العمل والمشتركين ، ويوفر عليهم الجهد والوقت ، ويجعلهم يحصلون على خدماتهم دون أن يغادروا اماكنهم وسبق للمؤسسة ان أطلقت حملتها لخدماتها الالكترونية تحت شعار بامكانك من مكانك . بالطبع نحن لا نتحدث عن جهة افتراضية لكننا نتحدث عن مؤسسة حكومية تحاول أن تبذل كل ما بوسعها لتحقيق رسالتها في العمل ، من خلال نشر الوعي التأميني ، والتوعية بالمخاطر المهنية والوقاية منها ، بالإضافة إلى السعي للوصول إلى فئات جديدة من الجماهير وبخاصة العاملين لحسابهم الخاص ، وأصحاب المهن الحرة، وكذلك توضيح ما تقدمه التأمينات من منافع وخدمات لهم . السعي الحثيث لتقديم الخدمات بطريقة متوازنة وصحيحة ، مع وجه باسم وطلق هو ما يحتاجه الناس ، وبوسع الكلمة اللطيفة أن تشرح صدورهم ، وتجعلهم على اطلاع دائم لمعرفة حقوقهم وواجباتهم ، وهو الهدف الذي تسعى إليه التأمينات الاجتماعية دائماً ، وتحاول جاهدة أن تجعله واقعا عملياً وحياتياً ملموساً ، وليس مجرد شعار لحملة يزول أثره فور الانتهاء منها. بقي أن أؤكد على أهمية التفاعل بين المؤسسة والمستفيدين من خدماتها ، وتقويم الأخطاء قبل امتداح الانجازات ، حتى يصل الطرفان إلى علاقة أكثر استدامة ، وتوافقية . *الاعلام التأميني – المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية