قال مصدر سياسي إسرائيلي إن الهدف من المحادثات الإسرائيلية – الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمّان هو "احتجاز" الفلسطينيين فيها ومنعهم من استئناف خطواتهم في الأممالمتحدة فيما اشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم مبادرات نية حسنة للفلسطينيين مقابل تنازلهم عن خطوات في الحلبة الدولية. ونقلت صحيفة "هآرتس" أمس عن المصدر الإسرائيلي قوله في أعقاب اجتماع إسرائيلي – فلسطيني في عمّان أمس إن "النية هي احتجاز الفلسطينيين داخل المحادثات وإعطائهم بالمقابل بعض الحلوى".- على تعبيره -، لكن المصدر أردف قائلا "إن المشكلة هي أنه ليس أكيدا أبدا أن هذا ليس أقل مما ينبغي ومتأخر أكثر مما ينبغي بالنسبة للفلسطينيين". وعقد في عمان أول من أمس الاجتماع الثاني من المحادثات بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والمحامي يتسحاق مولخو المبعوث الخاص لنتنياهو إلى المحادثات مع الفلسطينيين برعاية الملك الأردني عبد الله الثاني الذي يمثله في هذه الاجتماعات وزير الخارجية ناصر جودة، وبحضور توني بلير مبعوث الرباعية الدولية، التي ترعى هذه المحادثات، ومندوبون عن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة وروسيا. وقالت "هآرتس" إن نتنياهو يدرس إمكانية الموافقة على مطالب أردنية وأميركية بتنفيذ سلسلة مبادرات نية حسنة تجاه الفلسطينيين، مثل إطلاق سراح أسرى وتوسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لكنه يشترط ذلك تعهد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعدم استئناف الخطوات في الأممالمتحدة والاستمرار في محادثات عمّان التي بدأت الأسبوع الماضي. وأضافت الصحيفة أن مكتب نتنياهو رفض الإفصاح عن مضمون محادثات عمان أمس لكن تقرر عقد اجتماع ثالث في عمان نهاية الشهر الحالي. ونقلت الصحيفة عن مصدرين إسرائيليين مطلعين على تفاصيل محادثات عمّان قولهما إن هدف المحادثات هو إدخال الجانبية في عملية تفاوض تستمر إلى ما بعد 26 كانون الثاني/يناير الحالي وهو الموعد الذي تنتهي فيه مهلة الثلاثة شهور التي وضعتها الرباعية الدولية لإجراء محادثات حول قضيتي الحدود والترتيبات الأمنية بين الجانبين. وقال أحد المصدرين الإسرائيليين إن أعضاء الرباعية الدولية يعتزمون نشر بيان في نهاية الشهر الحالي يقول إنهم راضون عن تقدم المحادثات حتى الآن وأن ثمة حاجة للمزيد من الوقت، وسيدعو البيان (إسرائيل) والفلسطينيين إلى مواصلة المحادثات لعدة شهور أخرى. (!) وأضاف المصدر نفسه أن "الهدف هو كسب أكثر ما يمكن من الوقت من دون تفجير المحادثات ومن دون عودة الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة" وأن "الأميركيين يريدون الوصول بهذا الشكل إلى أقرب وقت ممكن من انتخابات الرئاسة التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر". وقال المصدر الإسرائيلي الثاني إنه من أجل إقناع الفلسطينيين بالبقاء في المحادثات فإن الولاياتالمتحدة والرباعية الدولية والأردن طالبت (إسرائيل) بالقيام بخطوات "لبناء الثقة" تجاه الفلسطينيين، وقد تم طرح هذا الموضوع خلال اجتماع عمّان الأسبوع الماضي وأيضا بشكل مباشر أمام نتنياهو. ولفتت "هآرتس" إلى أن نتنياهو وعد ثلاث مرات على الأقل خلال السنتين الماضيتين بدراسة خطوات إسرائيلية "لبناء الثقة" تجاه الفلسطينيين لكنه كان في كل مرة يتراجع عنها بذرائع مختلفة. الى ذلك، أجرى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حول نتائج الاجتماعات التشاورية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.