استبقت إسرائيل الاجتماع الاستكشافي الأخير الذي تم في العاصمة الأردنية أمس بين رئيس طاقم المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ونظيره الإسرائيلي مبعوث رئيس الحكومة المحامي إسحق مولخو، بتقديرات مفادها أن الفلسطينيين معنيون بتفجير المحادثات الاستكشافية «من أجل افتعال أزمة إعلامية وديبلوماسية يراد منها ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل»، بحسب ما أفاد لصحيفة «هآرتس» مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى مطّلع على المحادثات التي تجرى منذ شهر برعاية المملكة الأردنية واللجنة الرباعية الدولية. وأضاف أن الفلسطينيين «هيأوا الأرضية لمغادرة غرفة الاجتماع بغضب». واعتمد المصدر في تقديراته الاجتماع الاستكشافي الرابع «المشحون الأجواء» الذي جرى في عمان مساء السبت الماضي بين عريقات ومولخو «اللذين تبادلا الاتهامات العنيفة أمام العيون المستغربة للمضيفين الأردنيين». وأضاف أن المواجهة بلغت ذروتها حين طلب مولخو من رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي العميد أساف اوريون الذي رافقه أن يشرح شفهياً موقف إسرائيل من الترتيبات الأمنية، «فرفض عريقات المتفاجئ بوجود الضابط أي موقف شفهي، وطالب بوثيقة رسمية تبيّن الموقف الإسرائيلي، ليتعرض لهجوم شديد من مولخو الذي أبلغه أن بإمكانه الانصراف إذا لم يكن مخولاً بحث قضايا أمنية». وأشارت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين سبق أن اعتبروا اجتماع أمس الأخير مع الإسرائيليين، علماً أن اليوم هو الموعد الذي حددته «الرباعية» للجانبين لعرض موقفيهما من مسألتي الحدود والترتيبات الأمنية، بينما يريد الإسرائيليون متابعة الاتصالات إلى ما بعد هذا التاريخ لتفادي تدخل «الرباعية» وعرض مشروع حل خاص بها للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. كما تبغي إسرائيل من مواصلة المحادثات منع الفلسطينيين من استئناف محاولاتهم على الساحة الدولية لنيل اعتراف الأممالمتحدة بفلسطين دولة مستقلة. ورفضت إسرائيل إلى الآن طرح موقفها الرسمي من الترتيبات الأمنية وسط أنباء عن أنها ستفعل ذلك في آذار (مارس) المقبل. وتدعم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الموقف الإسرائيلي بأن تتواصل المحادثات المباشرة حتى بعد انتهاء مهلة «الرباعية»، لكنهما تطالبان إسرائيل بتقديم «لفتات طيبة» تجاه الفلسطينيين. ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن مسؤولين كباراً في السلطة الفلسطينية يمارسون ضغوطاً على الرئيس عباس ليوقف محادثات عمان مع انتهاء المهلة الدولية، «ويقترحون استغلال فشل المحادثات لأغراض دعائية لتعزيز شرعية مطالب الفلسطينيين لدى الأسرة الدولية ولاستئناف التحركات الأحادية الجانب في مؤسسات الأممالمتحدة». إلى ذلك، أشارت الصحف الإسرائيلية إلى أن اجتماع السبت بين عريقات ومولخو تناول مسألة ساخنة أخرى طرحها مولخو تحت باب «التحريض على إسرائيل في وسائل الإعلام الفلسطينية»، وقدم لعريقات «ملفاً يتضمن أمثلة لهذا التحريض»، وتحديداً اقتباسات من كلمة ألقاها مفتي القدس الشيخ محمد حسين في احتفال لحركة «فتح» في رام الله بثه التلفزيون الفلسطيني «اقتبس فيها آيات قرآنية تدعو إلى قتل اليهود»، وأنه قال إن «يوم القيامة لن يحين حتى تحاربوا اليهود». وأضافت الصحف أن مولخو طالب عريقات بأن يندد عباس بهذا التحريض، إلا أن عريقات رد بلهجة شديدة، وعدّد الخطوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين أخيراً.