} الإحساس الصادق هو ما ينتج عنه بوح المشاعر الذي يبثه الشاعر تعبيراً عن مشاعره في نص شعري.. الشاعر والقصيدة الثائرة تلك نجده دائماً بإحساسه يصور معاناته ويربط قصيدته تلك بالبوح المتدفق من داخله ليصل إلى مبتغاه من التعبير، ومن هنا فإن أغلب نصوص الشعراء وخصوصاً القدامى نجدها نابعة من إحساس صادق، وهنا لنا تساؤل هام هو: كيف نحكم بالصدقية تلك على مشاعرهم وعلى أي أساس يتم الحكم؟ وهنا نستطيع بالطبع القول بأن بيئتهم التي عاشوا فيها قد أثرت بالطبع فيهم وشكلت نفسياتهم وجديتهم خصوصاً في بث مشاعرهم ونسقهم قصائدهم الجميلة. المتتبع لقصائدهم المبدعة يجد تلقائياً مدى صدقيتهم لكونهم يحاكون حقائقهم وما عاشوا عليه وبالذات هي الملهمة الأولى في حياتهم وكجزء من طبيعتهم إضافة إلى عوامل طبيعية اخرى مكملة لإبداعهم الشعري كالليل والقمر والنجوم والجبل والوادي والأشجار التي طالما استخدموها في بناء نصوصهم الشعرية الجميلة. ومن هنا نجد أن ما تركوه لنا من إرث جميل متمثل في قصائدهم كان رائعاً يعكس مدى لذة بوحهم وعذوبته ومدى أيضاً صدقيتهم. عوامل الطبيعة لديهم كانت كفيلة بصنع إبداعهم الذي لا يزال يسكننا الآن بروعته، فذكرياتهم تلك عندما يجسدونها في نصوصهم الشعرية وكذلك آهاتهم وآلامهم كفيلة بأن ترينا صورتهم العذبة تلك التي بها بوحاً راقياً وعذباً يأخذنا إلى عالم كبير من الجمال الإبداعي الشعري. ولعلنا ونحن في زمن البوح نتابع كل نص شعري راقي عن البوح الصادق الذي يمتلئ بالعذوبة والصدقية، نكون قد رأينا شعراً جميلاً يرقى بالذائقة القرائية في كل الأحوال. أخيراًك جاع السؤآل - وللبداية نهاية ينزف لها قلبي// نزيف العنا دم حبيبتي والليل// يفرض عناية يشرب على صمتي.. كثير العنا ظلم