عبدالرزاق الريس ، علي العوامي ، يوسف الشيخ يعقوب ، عبدالكريم الجهيمان ، لم أكتب عنهم حين ماتوا إذ أُصبت بنوع من الوجوم وعدم التصديق ، وكأنهم أخذوا جزءا من عمري ، وهم حقاً قد فعلوا ذلك ، وكنا رفقة (لم يبق منا على قيد الحياة سوى مصطفى حافظ وهبة وكاتب هذه السطور) وكان يجمعنا حب الوطن والتضحية من أجله ، وفعلا ضحى كل واحد منا بجزء غال من حياته، ويطول المقام لو كتبتُ عنهم واحدا واحدا ، ولكنهم جميعا كانوا مثقفين وأصحاب رسالة ، ولم يبحثوا طيلة حياتهم عن منصب أو مغنم ، ولو أن بعضهم تولى مناصب عالية ، ولكنه استقال منها حين شعر أنه لا يستطيع أن يخدم بلده في هذا المنصب ، عبدالرزاق الريس كان مديراً لمصلحة العمل والعمال ، ومصطفى وهبة كان وكيلًا لوزارة المالية للشؤون الاقتصادية ، أما أنا والجهيمان فقد تفرغنا للكتابة والتأليف.. وقد كان طريق كل واحد منهم في حياته شاقاً وصعباً، فالجهيمان جاء إلى مكة والتحق بالهجّانة ، ثم التحق بالمعهد السعودي ، واشتغل بعد ذلك بالصحافة ، أما يوسف الشيخ فقد أسس مع أخيه صحيفة " الفجر الجديد " التي صدر منها عدد أو عددان ، وفيما أعرف كان يوسف الشيخ يؤلف رواية، ولا أدري هل سيقيَّض لها النشر أم لا، مثلي أنا فقد ألفت رواية مزجت فيها السيرة الذاتية مع تاريخ الوطن ، ولا أدري إن كان سيقيّض لها النشر أم لا.. رحم الله هؤلاء الأصحاب وأطال عمر من بقي ، وجزاه الله خير الجزاء.