تُوفي مساء أمس في الرياض، الأديب الموسوعي عبد الكريم بن عبد العزيز الجهيمان، عن عمرٍ يناهز 100 عام، وُصلى عليه بعد عصر امس الجمعة، في جامع الراجحي بحي الربوة. ويعد الجهيمان من رواد الصحافة السعودية، فقد أسّس أول صحيفة بالمنطقة الشرقية وهي صحيفة "أخبار الظهران". والجهيمان من مواليد عام 1333ه، ويتحدر من بلدة غسلة بالقرائن القريبة من محافظة شقراء بمنطقة الرياض. وتلقى تعليمة الأولي لدى الكتاتيب في بلدته غسلة، ثم انتقل عام 1925م إلى الرياض ودرس لدى مشايخ المساجد لعام واحد، ثم غادر في 1926 م، إلى الحجاز وتحديدا إلى مكة، حيث التحق بسلاح الهجانة في العام ذاته، ولبث فيه مدة عام ثم انتقل للدراسة في المعهد العلمي السعودي "معهد لتخريج العلماء"، وذلك بطلب خاص من الملك عبد العزيز، وبعد ثلاث سنوات تخرج في المعهد وانتدب لإنشاء المدرسة النموذجية الأولى في مدينة السيح بمنطقة الخرج، وذلك عام 1930. وبعد مضي عام على إنشائه المدرسة الأولى في مدينة السيح، طلب منه الملك سعود أن ينتقل إلى الرياض ليقوم بتدريس أبنائه، وهو ما تم في عام 1931، وبقي في تعليم أنجال الأمير مدة عام واحد. ويلقب الجهيمان ب "سادن الأساطير والأمثال" نسبة لمؤلفاته التي ترجمت لعدة لغات منها الروسية، وهي: "الأساطير الشعبية في الجزيرة العربية" في خمسة أجزاء، و"الأمثال الشعبية" في عشرة أجزاء، كما أن له مؤلفات أخرى، مثل "رسائل لها تاريخ" و"دورة مع الشمس" وديوان "خفقات قلب" وغيرها من الإنتاج الفكري والأدبي والمقالات العلمية والنقدية. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد قلّد الجهيمان، وسام الملك عبد العزيز تكريماً له في أحد مهرجانات الجنادرية. ونال الجهيمان عديداً من شهادات الشكر وأوسمة التقدير نظير جهوده، من عددٍ من الأمراء والمسؤولين وكذلك من الأندية الأدبية، كما كرّمته وزارة الثقافة والإعلام ضمن عددٍ من الرواد السعوديين في معرض الكتاب الدولي عام 1429ه