يعتبر الشيخ محمد العثمان القاضي من أقدم أمناء المكتبات في مشهدنا المحلي فمنذ 60 عاماً يتنفس رحيق الكتب بعد عمر طويل قضاه – ومازال – في خدمتها ، فضلا عن كونه مؤرخ، وهو يلقى أينما ذهب الترحيب من الجميع ، وإن كان يتمنى أن ترجع أمة " اقرأ " للقراءة بعد ما طغت على أهلها المدنية الحديثة، فتركوا الكتب وانشغلوا بما سواها. وقد ولد الشيخ محمد العثمان القاضي عام 1346ه بعنيزة، وجده هو الشيخ المشهور صالح العثمان قاضي عنيزة.. حيث قرأ القاضي على والده الشيخ عثمان، وكذلك الشيخ ابن سعدي، الشيخ عبد الرحمن بن عودان والشيخ عبد الله بن عقيل، و الشيخ محمد العثيمين قديماً ، وتولى إمامة جامع " أم خمار " بعد والده عام 1373ه ، وكان والده الشيخ عثمان إماما للمسجد قبله بعد وفاة إمامه الشيخ العلامة محمد بن علي السناني الذي توفي عام1339ه. وفي عام 1373ه أنشأ الشيخ محمد العثمان القاضي المكتبة الصالحية ، التي جرى ضمها إلى وزارة الشؤون الإسلامية عام 1397ه ، وقد أوقفها على طلبة العلم على أن لا تنقل من المسجد الذي ألحقت به وهو مسجد ( أم خمار) ، وهي تضم ما يزيد على 10.000 مجلد إضافة إلى أكثر من 150 مخطوطا تم جمعها من الكتب الموقوفة والمهداة ، وتولى الشيخ محمد العثمان القاضي أمانة المكتبة منذ إنشائها وحتى كتابة هذه السطور . وتمثل أمانة المكتبة للقاضي نوعاً من تكريم الكتاب بالقراءة، وتفصيل فوائده ومعلوماته، ولإيمانه بذلك شارك في معرض المخطوطات السعودية والذي قام بافتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز منذ عام وكرم فيه مشاركة فاعلة وقدم لهم المخطوطات النادرة ليطلع الأجيال الحالية على ما خطه الآباء والأجداد، وليعلمهم أن يعتنوا بتاريخهم التليد. محمد العثمان القاضي تحمل دارة الملك عبد العزيز ، للشيخ محمد القاضي الكثير من الامتنان لمجهوده الطويل في الحفاظ على تاريخ المملكة ومخطوطاتها القديمة والأثرية، ولذا كرمته مؤخراً، كما تم تكريم القاضي من قبل مؤسسة محمد بن عثيمين الخيرية.. كما أن القاضي من جانب آخر يحمل لدارة الملك عبدالعزيز الكثير من العشق والامتنان لمشاركتها الفعالة في ترميم كتب المكتبة الصالحية، إلى جانب جهودها المخلصة في الحفاظ على إرثنا التاريخي من مصادر ومراجع ومخطوطات من الاندثار والضياع.. حيث ناشد في هذا السياق كثير من المهتمين بأن تتبنى مكتبة الملك فهد الوطنية أو جمعية المكتبات تكريم هذا الرجل الفذ، كما أنها فرصة لدعوة موسوعة جينيس للارقام القياسية للنظر على أساس أنه من اقدم أمناء المكتبات.