وسط استقبال رسمي وشعبي كبيرين، زار رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أمس بلدة سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية التي اطاحت الرئيس زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011. وعقد اجتماعا كبيرا مع سكان البلدة في ساحة الشهداء، حيث اضرم الشاب محمد البوعزيزي النار في نفسه في 17 كانون الاول/ديسمبر الماضي، ما شكل شرارة اندلاع الانتفاضة الشعبية. وسيزور هنية اليوم مدينة تالا (وسط غرب) المعقل الآخر للثورة التونسية. ويعقد مؤتمرا صحافيا غداً الاثنين قبل ان يغادر تونس. وكان رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي استقبل هنية أول من أمس. وتناول اللقاء علاقات التعاون بين تونس وفلسطين ومجمل تطورات الملف الفلسطيني خاصة ما يتعلق بالمصالحة الوطنية الفلسطينية. وتأتي زيارة هنية إلى تونس ضمن جولة تشمل تركيا ومصر والسودان وقطر والبحرين وإيران. وكان هنية الذي وصل الخميس الى العاصمة التونسية يرافقه وفد يضم عشرين من مسؤولي "حماس"، زار الجمعة جامع الزيتونة، أبرز جوامع مدينة تونس وأمّ المصلين. كما زار مدينة القيروان التي كانت مركزاً اسلامياً مهماً في شمال افريقيا. وأثار الاستقبال الكبير لإسماعيل هنية تساؤلات لدى عدد من الصحافيين الذين كانوا في المطار، حول ما إذا كانت تونس في ظل حكم حركة النهضة الإسلامية، قد اعترفت بحكومة حركة "حماس" في غزة. وبدّد سمير ديلو وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية الناطق الرسمي باسم الحكومة التونسية، التساؤلات حول الجهة التي دعت هنية لزيارة تونس، وقال في تصريح صحافي إن "رئيس الحكومة الفلسطينية يزور تونس بدعوة من رئيس الحكومة التونسية". وبدا واضحا من تصريح الوزير ديلو أن الحكومة التونسية تعترف بالحكومة الفلسطينية في غزة؛ وذلك في تطور لافت للموقف التونسي.