كشفت مصادر مطلعة عن أن واشنطن وبعض حلفائها الغربيين يمارسون ضغوطا على الدول العربية لعدم منح مصر مساعدات سبق أن وعدت بتقديمها إليها بعد ثورة 25 يناير وسقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك . ونقلت صحيفة " المصري اليوم " المستقلة المصرية الصادرة أمس أن الضغوط الأمريكية لم تقف عند حد الدول العربية بل امتدت أيضا إلى دول غربية كانت وعدت بتقديم مساعدات لمصر، من أجل التباطؤ في تقديم هذه المساعدات، بدعوى دراسة الموقف الاقتصادي لمصر وقدرتها على تحقيق الاستقرار السياسي في هذه المرحلة . وأرجعت المصادر، التي قالت الصحيفة إنها رفضت الكشف عن هويتها الموقف الأمريكي إلى وجود العديد من نقاط الخلاف بين واشنطنوالقاهرة في الفترة الأخيرة، وآخرها رفض المجلس العسكري تعيين رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية رئيسا لحكومة الإنقاذ الوطني عقب استقالة حكومة عصام شرف وإسناد حكومة الإنقاذ إلى الدكتور كمال الجنزوري. ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من عدم رضا واشنطن عن البرادعي بسبب أدائه السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، إلا أنها كانت ترى في وجوده على رأس الحكومة المصرية عامل توازن مع صعود القوى الإسلامية في مصر وتابعت المصادر أن الإعلان عن اختتام المناورات البحرية المشتركة بين مصر وتركيا " بحر الصداقة 2011 منذ أيام ، والتي تسببت في قلق إسرائيل ، كانت سببا إضافيا للتوتر بين القاهرةوواشنطن ، وأنه بحسب مصادر غربية ، فإن الحملة التي نفذتها أجهزة الأمن المصرية الخميس الماضي على 17 منظمة مدنية بعضها أمريكي لتفتيشها بتهمة تلقى أموال من الخارج ، جاء في إطار رد المجلس العسكري على الضغوط الاقتصادية الأمريكية على مصر . في السياق نفسه ، كشفت فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي عن إبلاغها السفيرة الأمريكية حقيقة تفتيش مكاتب المنظمات المدنية ، مشيرة إلى أنها رفضت توصيف الأمر على أنه مداهمة، فهذا الإجراء من حق الدولة وتم وفقا للقانون، ووعدت السفيرة الأمريكية بأن تقنن عمل بعض المنظمات الأمريكية التي فتحت مكاتب في القاهرة، ومارست عملها، مضيفة أنها اشترطت أن يتم ذلك وفقاً للقانون. إلى ذلك، أكد حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين أنه سيطالب في البرلمان الجديد بإلغاء المساعدات الأمريكية لمصر بعد تهديدات أمريكية بإلغاء المساعدات العسكرية التي تصل إلى مليار ونصف المليار دولار سنويا .