تشرف «الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب» على 21 بيتا شبابياً في المملكة، قُسّمت لثلاث فئات (أ، ب، ج)، ويتشكل التصنيف الأول من مبنى مستقل بذاته، والفئة الثانية تكون ضمن مدينة رياضية، أما الثالثة فيكون مبنى مستأجراً، كما يجتمع مديرو البيوت مرة واحدة في العام، وتحت سقف «المسابقة الثقافية الأم» على كأس الأمير فيصل بن فهد. تساعد في صقل مواهبهم وتنمي قدراتهم.. وبيئة خصبة لتكوين الصداقات وتحظى بيوت الشباب بوهج رياضي يعرفه الشباب الرياضي في كل أنحاء المملكة، نظراً لتقارب الفئات العمرية بين مرتاديها والارتباط الكبير الذي ينشأ بينهم وبين بيوت الشباب الحاصلين على عضويتها، حيث اعتادوا على التنقل بين ردهاتها في مختلف المناطق، حيث يحرص مسيّرو البيوت على استقطاب الشباب المشتركين، كما هو حال بيوت الشباب في مدينة «الدمام» المصنفة «أ»، إذ أكدت الإدارة على أنهم يوفرون خدمات وأنشطة عديدة ونوعية للمشتركين بمبالغ رمزية، وهو ما عززه عدد من المرتادين ل»الرياض» التي تواجدت داخل أروقة بيوت الشباب. تعارف اجتماعي وأشاد «محمد السيد» -مقيم مصري- بتوفر الخدمات وجودتها في بيوت الشباب، وتوفر الألعاب المنوعة، التي ازدانت بنظافة المكان، مشيراً إلى أن هناك علاقة اجتماعية تنشأ بين المشتركين الذين يتعرفون على بعضهم سريعاً، مبيناً انه كون صداقات مع زملائه في لعبة التنس أحدهم هندي الجنسية والآخر باكستاني، مضيفاً أن التعارف يجذبهم للحديث في عدة جوانب خارج أمور الرياضة حتى يصبحوا أصدقاء. واتفق معه «محمد المحتسب» -مقيم فلسطيني- الذي قال إنه يأتي للعب البلياردو والتنس قائلاً: «نأتي ونتعرف على أقراننا ونتواصل معهم حتى خارج المكان»، مشيراً إلى أن الجو الذي توفره لهم بيوت الشباب مهم جداً، إذ إنه مكان يتجمع فيه الأصدقاء الطيبين ليقوموا بأنشطة مشتركة سواء كانوا سعوديين أو غير سعوديين، متفقاً مع زميله «محمد طاهر زكي» الذي أشاد بدور بيوت الشباب الاجتماعي، وتكوين العلاقات مع الأصدقاء بداية من ممارسة الألعاب المشتركة. أنشطة وبرامج وصف «عبدالله العمري» -مشرف الفترة المسائية في بيوت الشباب بالدمام- النشاطات الرياضية في بيوت الشباب أنها تشكل نشاطات اجتماعية، قائلاً: «تعرفنا على كثير من الرجال والشباب الذين يأتون ويسجلون وأصبحنا أصدقاء، كما أن بيوت الشباب لديها برنامج نطبقه بشكل أساسي يتمثل في تنظيم المسابقات الثقافية ذات الطابع الاجتماعي»، موضحاً أن هناك فعالية أطلق عليها حفل «الطبق» حيث يأتي كل مشترك بطبق من منزله لتتشكل مائدة تجمعها الألفة والمحبة والصداقة. تلافي السلبيات ويتكون مبنى بيوت الشباب في الدمام إلى عدة أدوار يحتوي على 200 سرير، وتكون الغرف ضمن مواصفات محددة، كما ذكر «بدر اليامي» -مشرف رياضي في بيوت الشباب بالدمام- أن صيانة المبنى مهمة جداً إلى جانب النظافة ليكون المكان نظيفاً، قائلاً: «تمثل بيوت الشباب أهمية كبيرة لدى الشباب ومن المعلوم أن هناك سلبيات نحاول أن نتلافاها، وهو ما يشهد به المشتركون المعنيون بالخدمات التي نقدمها لهم بأجور رمزية جدا في العام». رسوم موحدة وأكد «فهد البابطين» -مدير بيوت الشباب في مدينة الدمام- على أن بيوت الشباب تقدم خدمات للجيل الشاب سواء كانوا خليجيين أم عرب أم من مختلف الجنسيات، كما أن رسوم الاشتراك لا تفرق بين مواطن وغير مواطن، مضيفاً ان الجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب عضو فعال في الاتحاد الدولي، حيث تستخدم بطاقة العضوية في جميع بيوت الشباب في العالم فضلاً عن أن سعرها رمزي جداً، مبيناً أن بيوت الشباب في المملكة تتميز عن بقية الدول الأوروبية بتقديم خدمات إضافية في الأنشطة مثل السباحة والرحلات والأنشطة الثقافية والرياضية ومراكز متخصصة في رفع الأثقال وبيناء الأجسام، مما مكن من خلق بيئة اجتماعية متكاملة، مبيناً أنهم يختارون المميزين من الأعضاء لإجراء رحلات داخل وخارج المملكة، مضيفاً: «تستضيف بيوت الشباب الجامعات والكليات والقطاعات المختلفة، مما جعلها مهمة على غير صعيد، كما يتاح لأي شخص الاشتراك سواء كان رياضياً أم لا، فهناك غرف مؤهلة صحياً وتم توفير الانترنت بها، وهي في مستوى الفنادق من الثلاثة نجوم». فرص التعارف لفت «عباس المرهون» -لاعب المنتخب السعودي لكمال الأجسام- أن الالتحاق ببيوت الشباب يوفر جواً من النمو الاجتماعي للفرد، إذ أن البيوت توفر له فرص التعارف على أناس يعشقون ما يعشق في الرياضة، متفقاً مع «البابطين»، قائلاً: «إننا نتوق لبيوت دوما لزيارة بيوت الشباب بين حين وآخر في محافظة القطيف داخل مدينة الأمير نايف الرياضيةبالقطيف وهي فئة (ب)». تطوير سياحي وذكر «علي الثويمر» -عضو نادي السلام في العوامية ورئيس اللجنة الثقافية- أنه يعرف بيوت الشباب على مدى عقود من العمل في الساحة الرياضية، مبيناً أن تجربة بيوت الشباب تعد ناجحة في تحقيق كثير من الأهداف، خصوصاً في المجالين الرياضي والاجتماعي، مستدركاً: «تحتاج البيوت لمزيد من التطوير في مجال السياحة، فمن الضروري انطلاق مشاريع تعاونية بين الجمعية السعودية لبيوت الشباب، والهيئة العامة للسياحة والآثار في هذا الشأن»، موضحاً أنها منظومة تقدم برامج متنوعة لفئة الشباب، عبارة عن برامج رياضية واجتماعية ورحلات، بالإضافة إلى مناشط تهتم بالمسابقات الثقافية، ومسابقات الهوايات المتنوعة، منها الهوايات العلمية»، مكملاً: «هذا غير كافٍ مع تطور العصر السريع، ونحتاج تطور يوازي حاجات ورغبات الشباب، بتطوير أدوات رعاية الشباب بإيجاد فعل تنموي عبر استراتيجية مواكبة وفاعلة، مشيرا إلى أن ذلك يستدعي تطويراً في البنى التحتية، وإنشاء بيوت شبابية تمزج الأصالة بالمعاصرة في الشكل والوظيفة والمضمون، معتقداً أن وجود دور لبيوت الشباب مع هيئة السياحة، وزيادة أعداد بيوت الشباب لتنمية السياحة، سيشجع أبناء دول الخليج الشقيقة على زيارة المهرجانات التراثية والتسويقية والمعارض المختلفة التي تقام في أغلب مناطق المملكة، مطالباً بزيادة الطاقة الاستيعابية بزيادة الطاقة الاستيعابية لبيت الشباب في مدينة الأمير نايف بإنشاء وحدات جديدة ضمن المشروع أو في مشروع مستقل. بيوت حديثة وشدد «الثويمر» على أهمية وجود بيوت الشباب على شكل منشئات منفصلة عن منشآت المدن الرياضية، مضيفاً: «إن ذلك قائم في كثير من بيوت الشباب في المملكة، وأظن أن القطيف بحاجة ملحة إلى بيوت شباب في موقع يسمح للشباب بارتيادها، وتفعل البرامج السياحية، وتنشئ وحدات ثقافية واجتماعية، إذ إن بيوت الشباب في القطيف لا نسمع عن أنشطتها، إلاّ الرياضية المحدودة، وبذلك فإنها تحتاج إلى خطط تنموية فاعلة في هذا الشأن،» مقترحاً إنشاء بيوت للشباب بتصميم معماري يتضمن الأبعاد الحضارية للمحافظة في ثوب عصري، منوهاً أن رسالة بيوت الشباب موجهة بالدرجة الأولى لفئة الشباب، والشريحة الكبرى في التعداد السكاني للمملكة من الشباب، لذا يجب توجيه هذه الطاقات وتشجيع المواهب من خلال برامج التنمية البشرية، والأنشطة التي تهتم بالإبداع وصناعة القيادات الشبابية التي تستطيع أن تشارك في عملية البناء والتنمية في الوطن العزيز، خاتما بالأثر المعروف الذي يقول: «استوصوا بالشباب خيراً.» شبان «بيوت الشباب» يتحدثون للزميل النمر