عاشت الجماهير الاتحادية حالة من الاحباط بعد الخسارة المؤلمة التي تعرض لها فريقها من التعاون في دوري (زين) للمحترفين، ولم يكن اكثر المتشائمين في البيت الاتحادي يتوقع هذه الخسارة في ظل المستويات المتواضعة التي يقدمها التعاون هذا الموسم، ومع ذلك جاءت الهزيمة لتكشف الواقع المؤلم الذي يعيشه النادي نتيجة تراكمات تكالبت عليه ورمت به لهذا الحال الذي لا يسر الاتحاديين أبدا. من الضحية القادمة يا ترى؟ تعود الاتحاديون مع كل إخفاق يتعرض له فريقهم ان يكون هناك ضحية تكون بمثابة كبش الفداء مع ان الأمور واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ولا تحتاج الى المزيد من التوضيح، فالاتحاد يدفع ثمن اخطاء متراكمة منذ أعوام. والغريب في الامر انهم حتى الان لم يتحركوا لمعالجة الاخطاء، فالعلة ليس في حمد الصنيع او محمد الباز او حمزة ادريس او حسن خليفة او البلجيكي ديمتري. وإن حدثت منهم اخطاء، ولكن العلة الاكبر في فريق لم يعد قادرا على العطاء ان ظهر في مباراة اختفى في عشر مباريات. نور انشغل بعقد الجيش.. والبقية اهتموا بتسريحات الشعر ومطاردة الإعلام ابن داخل لا يستطيع بمفرده يخطئ بعض الاتحاديين إن اعتقدوا ان رئيس نادي الاتحاد اللواء محمد بن داخل قادر على اعادة ناديهم فريقا بطلا، فحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة جدا وتحتاج الى من يساعده، فاعضاء مجلس ادارته وبالكفاءة الادارية العالية التي يتمتعون بها، الا انهم هم الآخرون لن يستطيعوا توفير الاحتياجات للنادي، وفي مقدمتها المادة بعد ان اصبح حجم المصاريف مرتفعا جدا وربما لا يغطي كل الاحتياجات الادارية في النادي، ولعل عودة (رمز الاتحاد) الأمير طلال بن منصور تعيد الحياة من جديد للنادي وتساهم في عودة الاعضاء المبتعدين واصحاب التأثير القوي في القرار الاتحادي. من اختار قائمة الثلاثين؟ بعيدا عن الاشكاليات الادارية يجب ان يعترف الاتحاديون في أولى خطوات التصحيح ان قائمة الثلاثين لاعبا التي تقود الفريق تعاني وبشكل واضح للجميع، ويجب ان يعالج الاتحاديون الخطأ الذي وقع فيه من اختار تلك القائمة فبعيدا عن المجاملات والمحسوبيات والعلاقات الاخوية التي تجمع اللاعبين ببعضهم البعض، يجب التحرك لمعالجة عيوب تلك القائمة، فهناك ثمانية لاعبين محليين رحل منهم واحد (مصطفى ملائكة) وبقي سبع لاعبين بحاجة الى تسريح سريع وهم رضا تكر ومشعل السعيد وصالح الصقري ومحمد سالم ومناف ابوشقير وسلطان النمري وحمد المنتشري فهناك من تقدم به السن وهناك من ثبت بان معدل عطائه داخل الملعب توقف عند هذا الحد وليس لديه المزيد، اما الرباعي الاجنبي فرحل زياييه بعد ان قضى بقية عقده بين جنبات غرفة العلاج الطبيعي ولحق به الآن فهد العنزي ولم يبق داخل الملعب سوى باولو جورج الذي انشغل بمستحقاته المالية، وهذا من أبسط حقوقه والاخر ويندل الذي جاء من بوردو الفرنسي ليبدي معاناته من سوء الوضع الفني في الفريق ويتذمر من ضعف التدريبات اللياقية والتكتيكية وكانت سببا في تأثر عطائه داخل الملعب، اما بقية اللاعبين أمثال محمد نور الذي انشغل بعقد الجيش القطري ونايف هزازي الذي انشغل بتسريحة شعره ومطاردة الاعلام بحثا عن مزيدا من الشهرة ومحمد بوسبعان الذي بدا بداية جيدة مع الفريق ثم تراجع مستواه وسعود كريري الذي أرهق من كثرة مشاركاته مع ناديه والمنتخب وراشد الرهيب الذي وقع ضحية الخلافات الادارية بين الاتحاد والاتفاق، وأخيرا وليس آخرا فمن الظلم ان تطالب اللاعبين الشباب بانقاذ فريقهم الكروي من اخفاقات لاعبي الخبرة وكبار السن وتبدأ في تطبيق سياسة الاحلال وسط تلك الظروف السيئة. من ينقذ المركب؟ منذ اخفاق الفريق في نهائي مسابقة دوري ابطال آسيا للعام 2009م والفريق يعاني فنيا وعناصريا، ومع هذا لم يتحرك الاتحاديون تجاه معالجة السلبيات التي يمر بها فريقهم الكروي، فلا سياسة الاحلال طبقت عندما كانت الفرصة متاحة لبناء فريق اتحادي شاب قادر على الاستمرار في ركب المنافسة وغياب الاستقرار الاداري في ظل سياسة التكليف للرؤساء السابقين التي اثرت على النادي بشكل كبير للبدء في سياسة البناء والاحلال، خلاف ان الموسم الحالي كانت الادارة الحالية برئاسة المجتهد اللواء بن داخل تسعى لمعالجة جميع السلبيات السابقة وتحاول ان تبدأ من الصفر فساهم التداخل مع الادارة السابقة التي رأسها المهندس ابراهيم علوان الى جانب التركيز المبالغ فيه على بطولة دوري ابطال آسيا في الاستمرار على الاخطاء السابقة، فضاع اللقب الآسيوي واصبح الدوري المحلي صعب المنال فما بني على باطل فهو باطل فالاعداد لم يكن بالشكل المطلوب ولا عناصر الخبرة تمتلك النفس الذي يساعدها على العطاء ولا الاجنبية تمتلك التأثير الفني القوي على أداء المجموعة ولا طموح الشاب موجود لدى اللاعبين الصاعدين الذين احبطوا من تأخر الفرصة عليهم، واذا كانت اولى خطوات التصحيح بدأت من المدرب السلوفيني كيك فعلى الادارة ان تسارع الخطى لمنح اللاعبين الشباب فرصة للمشاركة مع الفريق على حساب الاسماء منتهية الصلاحية والاستمرار في منح المشرف على الفريق جمال فرحان الفرصة لتطبيق احتراف حقيقي في ظل الفوضى التي واجهها الجهاز الاداري الجديد، فحالات الغياب عن التدريبات وتأخير اللاعبين عن الحضور في الموعد المحدد خلاف كثرة الاعتراض من قبل اللاعبين على أنظمة المكافآت واللوائح الداخلية الى جانب سطوة النجم التي ما زالت تنخر في جسد الفريق وتحتاج الى من يستأصلها قبل ان تتفشى في الجسد الاتحادي وتظهر في الجيل القادم فيصبح الاتحاد تحت الكيان تحت رحمة نجومه وجماهيريتهم.