الراوية الثقة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن يحيى ت 1414ه والذي ذكر سند الرواية في الشعر الذي دونه عن حميدان، والسند هكذا أخذ ابن يحيى عن إبراهيم بن جعثين شعر حميدان الشويعر وإبراهيم بن جعثين أخذه عن الشاعر محمد بن عشبان، فابن عشبان التقى بحميدان في أثيثا في آخر أيامه لأن حميدان استقر أخيراً في وثيثا في نخلة المسمى القلتة وتوفى في ثيقا لأنه وجد الملاذ إلآمن له وللأسرته بعدما خرج من القصب وتنقل في بلدان سدير وموته في وثيثا هو الذي يرجحه الأستاذ عبدالله الفوزان في كتابه عن حميدان. فابن عشبان رأى حميدان أواخر أيامه لأن سنة ميلاد ابن عشبان لايزال حميدان رحمه الله حيا يرزق، يقول الشعر وينافح عما يعتقد في نفسه، ها هو يذكر وقعة الصحن التي وقعت سنة 1180ه فقد ذكر المؤرخ والأديب عبدالله بن محمد البسام 1346ه رحمه الله في كتابه تحفة المشتاق أبياتا لحميدان وهي: ناديت بالجرعا عارزين ومانع وعينت تنابيني صدى المقابر وهذا يدلنا على أنه قال هذه الأبيات وهو في وثيثا لأنه يرثي رجالاً من أهالي وثيثا هما رزين ومانع. وهل مانع ابنه لا نعلم والظاهر أنه ليس ابنه بعد ذلك تنقل ابن عشبان في قرى نجد في جلاجل والغاط والأحساء. وقد مدح الأمير أحمد السديري المتوفى سنة 1377ه أمير الإحساء ومدحه إياه ليس أنه قريب له بل أن هذا الأمير قد أثنى اليه أكثر من شاعر منهم الشاعر الشهير سليم بن عبدالحي ت 1317ه رحمه الله تعالى، والشاعر الأحسائي الفحل محمد بن مسلم رحمه الله تعالى، وغيرهما من الشعراء. وقد وفد إليه في الأحساء لما كان أميرا من قبل الإمام فيصل بن تركي - رحمه الله-. ومطلع القصيدة هي قوله: رياح الهوى لابد من سكونها تصرف بتدابير أمرها من يكونها استهل محمد بن عشبان رحمه الله هائيته العصماء باستغلال الفرص في هذه الدنيا لأنه المرء لايدري مافي علم المستقبل من الغيب فإذا أتتك فرصة فلا تضيع هذه الفرصة والحياة فرص، وكأن الشاعر ابن عشبان يذكرنا بقول الإمام الشافعي رحمه الله حول هذه المعاني التي أوردها ابن عشبان وهي: إذا هبت رياحك فاغتنمها فعقبي كل خافقة سكون ولاتغفل عن الإحسان فيها فما تدري السكون متى يكون والبيت الثاني للشافعي يقابله البيت الثاني من قصيدة ابن عشبان وهو: إلى عرف منها في صحي اليوم منزل فباكر ما يدري من أيا ركونها ثم حث ابن عشبان على تقوى الله عزوجل، مذكراً بأن السعي إلى طريق المجد في الدنيا فضيلة قائلاً: واطلب مع التقوى مرام إلى العلا لو بين نابين الأفعى من سنونها وذهب شاعرنا ابن عشبان رحمه الله يواصل الاستمرار في طلب العلال والمجد والرفعة وأن من طلب هذه الأشياء السامية بدون مشقة فلن يصل إليها ولن يشم رائحتها مطلقاً قائلاً: ومن حاول العليا بليا مشقة ما شم طيب أرياح فايح أردونها وانطلق في قصيدته هذه حتى وصل إلى الممدوح الأمير أحمد السديري معدداً ابن سجاياه الفاضلة. وفاته: توفي ابن عشبان في جلاجل، وقد قارب المائة سنة بتاريخ 1280ه تقريباً وليس صحيحاً ما يذكر بعض المترجمين لابن عشبان أنه توفي سنة 1259ه أو عام 1269ه فكلا التاريخين خطأ بدليل أن الشاعر إبراهيم بن عبدالله بن جعثين رأى ابن عشبان وأخذ عنه شعر حميدان وابن جعثين ولد سنة 1260ه، كما أخبر عن ميلاده لصديقه وجامع ديوانه عبدالعزيز محمد الأحيدب ت 1422ه رحمه الله. فالذي يقول أن ابن عشبان توفي عام 1259ه فكيف يراه ابن جعثين وهو لم يولد أو على الأقل لايزال طفلاً في المهد، وكذلك المشهور أن ابن عشبان توفي سنة 1269ه ففي هذا التاريخ لايزال ابن جعثين صبياً لا يستطيع أن يأخذ عن هذا الشاعر، فلا بد إذا أن يكون حينما أخذ ابن جعثين عن ابن عشبان قد بلغ أو ناهز البلوغ يعني في حدود 1275ه وما بعدها. ولنا إن شاء الله عزوجل عودة لهذا الشاعر الفحل في اعداد قادمة والشكر موصول لأخي الباحث الأديب علي بن سعد العشبان الهزاني في دعمه لي بالمعلومات عن ابن عمه الشاعر محمد بن عشبان رحمه الله. بعض المراجع: 1- نبذة كتبها الباحث الفاضل علي بن سعد آل عشبان، ومنه أخذت أكثر هذه المعلومات عن الشاعر ابن عشبان. 2- ديوان الشاعر محمد الفيحاني طبعة المجلس الوطني بقطر. 3- خيارما يلتقط من شعر النبط ج/ 42- ديوان الشاعر إبراهيم الجعثين/ جمعة عبدالعزيز الأحيدب رحمه الله.