إن عجزوا عن تحقيق ما حققته سخروا منه .. وهناك من سخر عندما اهتزت دبي قليلا في أزمتها الاقتصادية لكنها عادت الآن للتعافي أفضل مما كانت عليه ، بخطى ثابتة وبإصرار متزايد لتحقيق الرؤية التي رسمها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد منذ سنين طويلة .. حينما رسم حلماً على ساحل البحر لمدينة عصريه غير مسبوقة تتهافت القلوب إليها من كل صوب وحدب .. تعددت أوجههم وقبلتهم واحدة وتنوعت غاياتهم وكانت دبي هي المحطة الأساسية للحالمين والعاشقين والسياح والمستثمرين. حينما صارت دبي ما أصبحت عليه شكك البعض بأنها فقاعة ستنتهي .. لكن حاكمها رسم المستحيل غاية .. والمستحيل الذي عجز عنه الكثيرون .. وحادوا عن طريقه .. وضعه محمد بن راشد هدفاً نصب عينيه .. سعى له بكل قوة واندفاع حتى بلغ غايته .. وحينما رسخ أقدامه وتمكن من المستحيل لم يهتز له ساكن بالرغم من كل الصعوبات التي تعرضت لها هذه المدينة الحالمة .. دبي. لم تكن الأزمة الاقتصادية أزمة عابرة .. بل صارت شبحاً يلقي بظلاله على أغلب دول العالم .. وها هو الاقتصاد الأمريكي بقوته صار مهدداً بالانهيار ، واليورو الأوروبي على طريق التفكك ، ودول أوروبية عريقة مثل اليونان وأسبانيا وفرنسا وغيرها صارت عرضة للإفلاس .. لكن دبي رغم أزماتها حافظت على تماسكها ، ووفت بعهودها ، وإعادة رسم خارطة الطريق مرة أخرى للخروج من الأزمة .. وأظنها نجحت .. وها هي الآن تستعيد بريقها وابتسامتها المعهودة شيئاً فشيئاً .. وقد استفادت من دروس الأمس لصناعة غد أكثر إشراقا وحيوية. لا يمكن لدبي أن تكون طفرة اقتصادية فحسب .. انها مشروع متكامل صيغ بإتقان .. وما ينجز بإتقان من العسير انتهاؤه .. ودمتم سالمين.