راجت هذه الأيام تجارة من نوع مغاير في عمائر الشامية التي يجرى هدمها حيث تهافت تجار حديد التسليح على شراء الأعمدة الخرسانية برمتها قبل الشروع في تكسيرها وازالتها ضمن مشروع توسعة الحرم المكي من الناحية الشمالية. ويتوقع التجار بحسب خبرتهم ان تحقق محتويات هذه الأعمدة الخرسانية من الحديد والسيخ ارباحاً لا يستهان بها سيما في ظل ارتفاع اسعار حديد التسليح، وهو ما دفع التجار والسماسرة الى شراء أكبر كم من أعمدة البنايات التي تقف بانتظار الهدم والازالة في مشهد خاله البعض ضرباً من الجنون والهذيان!. ويشير آخرون الى أن الفنادق أصبحت خاوية من الأثاث والمتعلقات من الأبواب والأخشاب ما اضطر التجار الى التفكير في مواد اخرى أكثر ربحية قبل أن يصل أصحاب ورش الحدادة أو تراود بعض أرباب البنايات التي لا تزال تحت التشييد فكرة استخدام حديد التسليح المستعمل للخروج من أزمة ارتفاع الأسعار. اللافت ان العديد من تجار الخردة يحومون حول المنطقة المركزية هذه الأيام للحصول على أكبر كميات من الحديد بعد هدم العمائر والبنايات المزالة لتوسعة المسجد الحرام من الجهة الشمالية حيث تشتد المنافسة بعد أن توقف نبض بيع الأثاث المستعمل. وفي الوقت نفسه رصدت العديد من حالات البيع قبل اكتمال أو حتى البدء في عمليات الهدم والتكسير كأن تباع الأعمدة الخرسانية وهي واقفة دون العلم بنوعية وكمية الحديد المستخدمة في البناء سابقاً، بينما يتأهب عمال مفتولي العضلات وغالبيتهم من الجنسيات الافريقية لانجاز مهمة التكسير والهدم بسرعة البرق!.