زاد ربح سهم شركة الأسمنت العربية عن العام المنتهي في 30 سبتمبر 2011، إلى 4.29 ريالات من 3.19 ريالات للعام 2010، قفزة نوعية في ربحية السهم، ناهزت نسبتها 34 في المائة، وتبعا لذلك انخفض مكرر ربح السهم إلى 10.44 اضعاف من 11.33 عام 2010، وهذا يجعل سعر السهم الحالي، عند 45 ريالا، مقبول عند الأخذ في الاعتبار مكرر قيمة السهم الدفترية ومكرر قيمته الجوهرية. وجاء هذا التحسن الملحوظ في ربحية السهم انعكاسا للزيادة الملموسة في أرباح الشركة الصافية، عن الأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر، والتي قفزت إلى 332.70 مليون ريال من 244.60 مليونا للفترة المماثلة من العام السابق 2010، وذلك نتيجة زيادة الإنتاج وبالتالي نمو المبيعات. أداء متميز لواحدة من أفضل شركات العوائد والقيمة، خاصة بعد ما استردت سابق أمجادها، سواء كان ذلك على مستوى الربحية أو القيمة، مشوار بدأته الشركة منذ الربع الأول من العام الجاري 2011. التأسيس تأسست شركة الاسمنت العربية عام 1955، وبهذا تكون أقدم شركة اسمنت في السعودية، وأول منتج للأسمنت في منطقة الخليج العربي، وكانت قدرتها الإنتاجية آنذاك فقط 300 طن كلينكر و100 طن من الجير يوميا، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للشركة حاليا 4000 طن بينما تصل الطاقة التصميمية إلى 4200 طن. وتركز الشركة على إنتاج والاتجار بالاسمنت البورتلاندي والمقاوم للأملاح، وكذلك الاتجار بمواد البناء وتوابعها ومشتقاتها داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، ولتحقيق أهدافها تبرم الشركة كافة أنواع العقود، وتدخل في أي نوع من الاتفاقيات الأخرى، وذلك في حدود ما تقرره الأنظمة السارية. مجال السعر واستنادا على إقفال سهم «الاسمنت العربية» الأربعاء الماضي؛ 26 محرم 1433، الموافق 21 ديسمبر 2011؛ على 44.80 ريالا، ناهزت قيمة الشركة السوقية 3.58 مليارات ريال، موزعة على 80 مليون سهم، تبلغ الأسهم الحرة منها نحو 75 مليونا. وظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 41 ريالا و43.30، فيما تراوح خلال عام بين 24.80 ريالا و47.50، وهذا يعني أن سعر السهم تذبذب، خلال 12 شهرا، بنسبة 62.80 في المئة، وفي هذا ما يوحي بأن السهم مرتفع إلى متوسط المخاطر، وحيث إن سهم اسمنت العربية ليس من أسهم المضاربات، أو الأسهم النشطة في التداولات اليومية، حيث يبلغ متوسط الكميات المتبادلة يوميا 286 ألف سهم فقط، فربما يهمش هذا مفهوم المخاطر. الحصانة المالية من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية جيدة جدا، فبلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 66 في المئة، والمطلوبات إلى الأصول 40 في المئة، وهما مقبولان في ظل معدلات سيولة وتدفقات نقدية جيدة، فيبلغ معدل التداول 1.98، والسيولة النقدية 0.67، بينما معدل السيولة السريعة عند 1.25، وفي كل ذلك ما يعني أن الشركة محصنة بشكل جيد ضد أي التزامات مالية قد تواجهها، خاصة على المدى القريب. العائد الاستثماري وفي مجال الإدارة والعائد الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز الجيد جدا، فقد حافظت الشركة على مؤشرات أداء جيدة على مدى السنوات الخمس الماضية، فزاد إجمالي الأصول من نحو 1.75 مليار ريال عام 2005 إلى 4.15 مليار عام 2010، وتبعا لذلك قفزت قيمة السهم الدفترية من نحو 20 ريالا عام 2005 إلى 33 ريالا في الوقت الراهن، ويدعم ذلك نمو حقوق المساهمين الذي زاد بنسبة 9.97 في المئة العام الماضي 2010، وبنسبة 8.9 في المئة عن السنوات الخمس الماضية، وكلها مؤشرات أداء جيدة جدا. ومن نقاط القوة الأخرى لدى الشركة تدفقاتها النقدية التشغيلية الموجبة، فهي من جهة تعطي للسهم قيمة جوهرية، ومن جهة أخرى تؤكد صحة وسلامة أرباح الشركة المحققة. عدالة السعر وفي مجال السعر والقيمة، يبلغ مكرر الربح الحالي 10.44 اضعاف، ومكرر قيمة السهم الدفترية 1.36، وهما جيدان جدا لقطاع الاسمنت، يتوج هذا وذاك مكرر القيمة الجوهرية البالغ 1.12 ضعف، وهو ممتاز، لأن في هذا ما يعني أن قيمة السهم الجوهرية تلامس سعر السهم السوقي، وفي كل ذلك ما يعزز بقاء الشركة ضمن أسهم القيمة، إضافة إلى كونها من أسهم العوائد. وبعد دمج مؤشرات أداء الشركة، ومقارنة ذلك بمعدلات النمو والعوائد، والتوقعات بزيادة الطلب على المنتج، يكون هناك ما يبرر سعر السهم عند 45 ريالا. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على نشر ما رشح لنا من بيانات ليستفيد منها أي قارئ تعنيه أسهم هذه الشركة.