قفز صافي ربح شركة الاسمنت العربية خلال الربع الأول من العام الجاري 2011 إلى 116 مليون ريال من 81.70 مليونا للربع المماثل من العام السابق 2010، ارتفاع بنسبة 42 في المئة، ومن 10 ملايين ريال للربع السابق، قفزة نوعية بنسبة 1060 في المئة، وتبعا لذلك زاد ربح السهم خلال الربع الأول إلى 1.45 ريال مقابل 1.02، وانعكس هذا بدوره على ربح السهم عن العام المنتهي في 31 مارس 2011، ليزيد إلى 3.62 ريالات من 3.19 عن العام 2010. أداء متميز لواحدة من شركات الصف الأول، تحديدا العوائد والقيمة، والتي بدأت تداعب سابق أمجادها، والمأمول أن تستمر الشركة على هذا الأداء خلال العام الجاري 2011 والأعوام المقبلة، لتعود اسمنت العربية إلى سابق عهدها عندما كان ربح السهم يتجاوز 4.00 ريالات، خلال الفترة من عام 2005 وحتى 2008. تأسست الشركة منذ 55 عاما، وبهذا تعتبر أقدم شركة اسمنت في السعودية، وأول من أنتج الأسمنت في منطقة الخليج العربي، فقد وضع الملك سعود بن عبد العزيز حجر الأساس للشركة عام 1956، وكانت قدرتها الإنتاجية آنذاك فقط 300 طن كلينكر و100 طن من الجير يوميا، زادت عام 1968 إلى 1000 طن، ومن ثم إلى 2000 عام 1974. وبسبب التوسعة التي عاشتها مدينة جدة باتجاه الشمال، وتشييد مطار الملك عبد العزيز الدولي، وحفاظا على صحة وسلامة البيئة في مدينة جدة وعلى سكانها، تقرر إنشاء مصنع جديد بعيدا عن جدة، وتم اختيار مدينة رابغ لتكون موقع المصنع الجديد لتوفر الجير وقرب وسهولة الوصول إلى الأسواق الكبرى مثل جدة، مكة، والمدينة. ومطلع العام 1984، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز المصنع بسعة 4000 طن يوميا، وزادت طاقة الشركة بعد ذلك إلى 4400 طن يوميا عام 1993. تركز الشركة على إنتاج والاتجار بالاسمنت البورتلاندي، والمقاوم للأملاح، ومواد البناء وتوابعها ومشتقاتها داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، ولتحقيق أهدافها تبرم الشركة كافة أنواع العقود، وتدخل في أي نوع من الاتفاقيات الأخرى، وذلك في حدود ما تقرره الأنظمة السارية.. واستنادا على إقفال سهم «الاسمنت العربية» الأسبوع الماضي؛ 23 جمادى الأولى 1432، الموافق 27 مارس 2011؛ عند 41.90 ريالا، ناهزت قيمة الشركة السوقية 3.35 مليارات ريال، موزعة على 80 مليون سهم، تبلغ الأسهم الحرة منها نحو 66 مليونا. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 39.20 ريالا و43، فيما تراوح خلال عام بين 24.80 ريالا و 42.2، ما يعني أن سعر السهم تذبذب خلال 12 شهرا بنسبة 51.94 في المئة، ما يوحي بأن السهم متوسط إلى مرتفع المخاطر، وحيث إن سهم اسمنت العربية ليس من الأسهم النشطة في التداولات، حيث يبلغ متوسط الكميات المتبادلة يوميا 360 ألف سهم، فربما يهمش هذا مفهوم المخاطر. من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية جيدة جدا، فبلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 70 في المئة، والمطلوبات إلى الأصول 41 في المئة، وهما مقبولان في ظل معدلات سيولة وتدفقات نقدية جيدة، فمعدل التداول 1.33، والسيولة النقدية 0.72، بينما يبلغ معدل السيولة السريعة 0.83، والتدفقات النقدية من التشغيل 3.81 ريالات لكل سهم، وفي كل ذلك ما يعني أن الشركة محصنة بشكل جيد ضد أي التزامات مالية قد تواجهها، خاصة على المدى القريب. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز الجيد، فقد حافظت الشركة على مؤشرات أداء جيدة على مدى السنوات الخمس الماضية، فقد زاد إجمالي الأصول من نحو 1.65 مليار ريال عام 2005 إلى 4.15 مليار عام 2010، وتبعا لذلك قفزت قيمة السهم الدفترية من نحو 20 ريالا عام 2005 إلى 32 ريالا في الوقت الراهن، ويدعم ذلك نمو حقوق المساهمين الذي زاد بنسبة 10 في المئة العام الماضي 2010، وبنسبة 8.34 في المئة عن السنوات الخمس الماضية/ وكلها مؤشرات أداء جيدة. ومن نقاط القوة الأخرى لدى الشركة التدفقات النقدية المتميزة، تحديدا من التشغيل، ما يجعل لسهم الشركة قيمة جوهرية تقترب من قيمته الدفترية. وفي مجال السعر والقيمة، يبلغ مكرر الربح الحالي 11.57، ومكرر قيم السهم الدفترية والجوهرية البالغ كل منهما 1.31، وهي جميعها مكررات ممتازة. وبعد دمج مؤشرات أداء الشركة، ومقارنة ذلك بمؤشرات أداء السهم، يبدو أن سعر السهم الجاري عند 42 ريالا مقبول جدا للمستثمرين. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على نشر ما رشح لنا من بيانات ليستفيد منها أي قارئ تعنيه أسهم هذه الشركة.