قفز ربح سهم شركة الإسمنت السعودية عن السنة المنتهية في 31 مارس 2010 إلى 4.00 ريالات من 3.80 ريالات عن العام المنتهي في ديسمبر عام 2009، بعد زيادة ربحية السهم خلال الربع الأول من العام الجاري 2010 إلى 1.73 ريال من 1.49 ريال للفترة المماثلة من العام السابق 2009، وبهذا تحافظ الشركة على مكرر ربحها حول 10 أضعاف، وهو مكرر جيد لواحدة من شركات العوائد ذات الاستقرار في الأداء، والاستمرار في النمو. وجاءت هذه القفزة بعد التحسن في صافي ربح الشركة عن أعمالها خلال الربع الأول من عام 2010 إلى 176.6 مليون ريال من 152 مليونا خلال الربع المماثل من العام السابق 2009، ومقابل 145.5 مليونا للربع السابق. كما ارتفع ربح الشركة التشغيلي، خلال نفس الفترة إلى 182.90 ريالا من 160.20 للربع المماثل من العام السابق، وقد تعود المتابعون لأداء هذه الشركة وأمثالها من شركات الصف الأول على مثل هذه النتائج وأفضل من ذلك، ويطمع المستثمرون كما يبتهج ويسر أي محلل عندما يرى مؤشرات أداء أي شركة يتحسن. تنشط شركة إسمنت السعودية في صناعة وإنتاج جميع أنواع الاسمنت، خاصة البورتلندي، المقاوم للأملاح، وأسمنت آبار الزيت وتوابعه، كما تمارس الاتجار في نفس المجالات، إذ تمتلك الشركة نسبا متفاوتة في شركات ذات علاقة، ومنها شركة منتجات صناعة الاسمنت المحدودة بنسبة 33.33 في المائة، والشركة المتحدة لاسمنت البحرين بنسبة 50 في المائة. بدأ الإنتاج الفعلي للشركة منذ 48 سنة في مصنع الهفوف عام 1961، وكانت طاقة التشغيل تعتمد على فرن واحد، وبكمية 300 طن من الكلنكر يوميا، واستمر التطوير فوصلت الطاقة الإجمالية للمصنع إلى 6000 طن يوميا، وتم تشغيل المصنع آنذاك كشركة إسمنت مستقلة عن "شركة الإسمنت السعودي البحرين". وتبلغ الطاقة التصميمية للشركة حاليا 14,325 طنا من الكلنكر يوميا، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 34,325 طنا يوميا بعد الانتهاء من تنفيذ التوسعة الخامسة والسادسة في مصنعها بالهفوف. تأسست الشركة بموجب المرسوم الملكي رقم 6/6/10/726 عام 1955، بهدف صناعة وإنتاج وتسويق جميع أنواع الإسمنت وتوابعه ومشتقاته من مصنعي الشركة بالمنطقة الشرقية، في المملكة العربية السعودية، وهما مصنعا الهفوف وعين دار، على مسافة تغطي نحو 35 كيلومترا، يبعد كل منهما عن ميناء الملك عبد العزيز في الدمام مسافة تتراوح ما بين 120 إلى 130 كيلومترا. وحسب اقفال سهم شركة الاسمنت السعودي الأسبوع الماضي، 9 يونيو 2010، على 43.60 ريالا، بلغت القيمة السوقية للشركة 6670.08 مليون ريال، موزعة على 153 مليون سهم، تبلغ كمية الأسهم الحرة منها نحو 132 مليون سهم. ظل سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 42.8 ريالا و 43.70، بينما تراوح خلال عام بين 34.70 ريالا و53، أي أن السهم تذبذب خلال 12 شهرا بنسبة 41.40 في المائة، ما يشير إلى أن سهم الأسمنت السعودي متوسط إلى منخفض المخاطر، وحيث إن السهم ليس للمضاربة، فهو ليس من الأسهم النشطة في التعاملات اليومية إذ جاء متوسط الكميات المتبادلة يوميا عند 149 ألف سهم، ما يهمش معدل المخاطر المرتفعة. من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية جيدة، فبلغ معدل الخصوم إلى حقوق المساهمين 61.12 في المائة، والخصوم إلى الأصول 38.10 في المائة، ورغم ارتفاعهما، يمكن قبولهما في ظل معدل السيولة النقدية البالغ 0.30 والسيولة الجارية عند 0.79 إضافة إلى السيولة السريعة عند 0.38، وفي هذه المعدلات ما يشير إلى أن شركة إسمنت السعودية محصنة ماليا ضد أي التزامات قد تواجهها على المدى القريب. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز متقدم، فقد تم تحويل جزء جيد من إيراداتها إلى حقوق المساهمين، فبلغت نسبة نمو الأصول عن السنوات الخمس الماضية 17.01، وانعكس ذلك على نمو حقوق المساهمين الذي زاد بنسبة 8.54 في المائة عن السنوات الخمس الماضية، أيضا حققت الشركة نموا في هامش الربح بلغت نسبته 5.80 في المائة عن السنوات الخمس الماضية، ما يدعو للتفاؤل بأن تواصل الشركة أداءها الجيد جدا. وللربحية نصيب ضمن نشاطات الشركة، فرغم انكماش الربح الصافي للعام الماضي 2009 بنسبة 6.40 في المائة، إلا أن ربح السهم حقق نموا خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 7.23 في المائة، وبنسبة 16.11 في المائة خلال الربع الأول من ا لعام الجاري 2010، وهذا يدعو إلى التفاؤل لتعود الشركة إلى سابق عهدها من الربحية عام 2007 أو أفضل، بعد رفع الحظر نهائيا عن التصدير. ومن حيث السعر والقيمة، طرأ تحسن كبير على مكرر الربح، والذي حافظ على مستواه عند 10 أضعاف منذ عام 2008، أي أن فترة استرداد سعر السهم المدفوع هي 10 سنوات، وهذا يوازي المعدل المرجعي لقطاع الاسمنت، والذي يعتبر مقبولا، عند تساوي جميع الظروف الأخرى. أيضا طرأ تحسن على قيمة السهم الدفترية التي ارتفعت إلى نحو 20 ريالا من 12.88 ريالا عام 2005، وبهذا يبلغ مكرر القيمة الدفترية حاليا 2.17 ضعف، وهو جيد جدا لأسهم العوائد. وبعد دمج جميع النسب السابقة مع الربح والعائد على حقوق المساهمين والأصول، ومقارنة ذلك ببقية مؤشرات أداء السهم، وما رشح لنا من معلومات عن أداء الشركة، ومع توفر حسن النوايا بهذه البيانات، ربما يكون هناك ما يبرر سعر سهم اسمنت السعودية عند 44 ريالا. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام القارئ، للاطلاع واتخاذ ما يراه مناسبا من القرارات.