لعلنا جميعاً نذكر عزوف الشركة اليابانية للزيت عن الاستثمار في المملكة مقابل تجديد عقدها ، نذكر ذلك ولم نتمعن في البحث عن أسباب عزوفها عن عرض مغر ، وهو الاستثمار في الزيت الذي كان يدر علها أرباحا عالية وهي فعلت ذلك نتيجة خبرة بالأوضاع في السعودية ، لم نبحث عن الأسباب ولو أن منتدى الرياض الاقتصادي الذي عقد أخيرا في الرياض قد ألقى الضوء على بعض الأسباب ، فقد كشفت دراسة تم عرضها ضمن فعاليات المعرض حول تقويم الاستثمار في المملكة عن أن 64% من المستثمرين ما زالوا يرون في أسلوب تعامل موظفي الدولة عائقا استثماريا ، وزادت نسبتهم 35%على ما كانت عليه في العام 2005 ، في حين يرى 62% من المستثمرين في بيروقراطية الأجهزة الحكومية عائقا استثماريا ، وزادت نسبتهم 13% ، وما زال 65% من المستثمرين يرون في المرافق العامة عائقا استثماريا وزادت نسبتهم 34% ، أي أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ ، هذا دون أن نذكر الرشوة والواسطة إذ كشفت الدراسة عن أن 68% من المستثمرين يلجأون للأساليب غير النظامية لتسهيل أعمالهم (الرشوة والواسطة والتحايل) ، ويبقى بعد ذلك القضاء التجاري وهو العامل الأهم في جذب المستثمرين ، إذ إنهم أساسا لم يستمروا في بلد آخر إلا لكي يبحثوا عن ملاذ آمن لأموالهم ، وكشفت الدراسة عن أن 56% من المستثمرين يرون أن القضاء التجاري ضعيف، ويشكل عائقا استثماريا ، ولهذا لا نرى في المملكة أي استثمار أجنبي حقيقي.