( 1 ) يسير الضبابُ بساقين مِعْوَجَّتينِ ولكنما الريحُ نائمةٌ في سرير الرصيفْ قلتُ : يا أيها النائمون أفيقوا .. أريقوا دم الرملِ فالبحر ينثر رغوته في الشواطئ ثم يعود كما جاء ملحًا وماء ..! أيها النائمون .. هلمُّوا إليَّ اسمعوني أنا واحد ليس لي غير أمي وبنتٍ صغيرةْ أقلّبُها بين حجري وحجري وأسألها كلما متُّ أن لاتكفَّ البكاءْ .. برب السماءْ ..ولو ليلةٍ راوغوا النومَ لن يخرج الآن من صلبه غير غيمٍ يفيء إلى وطن نائم في العراء ..! ( 2 ) ومن يجمع الآن حزن المدينة في سلِّةٍ غير محدودبٍ أجّرته المواعيدُ أنفاسها فاشترى البرد دكَّانةً فوق ركن الرصيفْ .. مضى الليلُ .. أطعمتِ الريح أفراخها ثم جاءت تراقص عهرَ الستائرِْ وفي الباب شاعرْ رأى لجةً في بلاد العذوبةِ .. لااا.. بل رأى وجهها لايزالُ يقيمُ بلا مخبأٍ عن عيونِ الشوارعِ .. عن وشوشات الخريفْ ..! رآني على بابها أجمعُ الظلّ .. أقتصُّ من حسرةِ الموتِ أنثى القصيدةِ أكتبها موعد الحزنِ حين يؤوب المساء الشفيفْ ..! ( 3 ) سيدي الشنفرى.. هل ترى ما أرى ؟ : المساكين قالوا بأن المدينة مأهولة بالذئابْ .. الحسابْ الحساب انثر الريحَ في عينِ هذا الضبابْ للمساءِ قناديله للصباحِ الذي لايجيء ثلاثون بابْ ..! سيدي الشنفرى .. هل ترى ما أرى ؟: السماء ملبدة بالنجومِ وفي حينا يسهر المترفونْ يرقد الساهرونْ يورق السادرونَ ولكنما النجمُ يبقى يغني لقومٍ على بابه يجهشونْ ..! أعرني يمينَك أو ضوء حلمكَ مدَّ يدي باتجاه السماءْ ..! تأبَّطتُ منفى ربطتُ بأعقاب رجلي الأغاني أخذتُ أجرُّ المواسمَ حتى التقى البرزخانْ مكانٌ .. وظلُّ المكانْ جِنانٌ .. وطرْح الجنانْ سيدي الشنفرى هل ترى ما أرى ؟! تأبَّبببببببطتُ منفى وجئتُ إليك .. وأنتَ هناك تنادي على زمنٍ لايجيءُ وأغنية غضة في شفاه الظلالْ سيدي الشنفرى هل ترى ما أرى ؟: ذاك كنْهُ الرمالْ ..