استضاف نادي الجوف الأدبي أخيراً ليلة شعرية سودانية أحياها الشاعران نصار الحاج ومحمد جميل أحمد، في إطار تواصل النادي مع تجارب الشعراء العرب المقيمين بالسعودية. وقال الشاعر نصار الحاج رداً على مداخلات الجمهور إن قصيدة النثر أخذت حيزاً كبيراً الآن ولم تعد هامشاً، مؤكداً أهمية قصيدة النثر، وأنه لابد أن تحضر على المنبر وأن يكون لها حيز «ويجب أن نكون متحركين في جميع جوانب الحياة، كذلك في الشعر من الضرورة أن تحصل تحولات هنا وهناك وقصيدة النثر رهان يتحرك على نطاق أوسع. فيما اعتبر الشاعر محمد جميل أحمد أن غموض الشعر هو الذي يسمح بقراءته للمرة الأولى والثانية والثالثة، وأن للقصيدة منابع كثيرة، والشعر بصورة عامة سواء كان مقفى أو نثرياً أو حتى تفعيلة. فهذه أشكال خارجية للشعر؛ الشعر الذي يتشكل في الداخل، كما أن مصادر الشعر غامضة تأتي من الإلهام والذاكرة ومن التجارب الشخصية أو تأتي من طبيعة الحياة العامة. وفي إجابة على سؤال الحزن في قصائد الشعراء، أجاب الشاعر محمد جميل بأن لكل شخصاً حزنه، «ولكن ما يحدث في السودان هل يدعو للفرح؟»؛ في إجابة ضمنية على الحزن على انفصال الجنوب. وكانت الليلة بدأت بكلمة ترحيبية لرئيس النادي إبراهيم الحميد، ثم قرأ الحاج قصائده مستهلاً إياها بقصيدة «وردة السافنا»، وجاء فيها: واحدة من نيران السّافنّا/ عشب الله الساحر في غابات الزنج/تلعن كولمبوس في غفوته الأبدية/فتَّح أذنيه لهسيس النسل القادم/نام بشهوته الأولى ثانية/وتغطى». ثم قرأ «أيها الأصدقاء»، ومنها: أيها الأصدقاء/ أيها الأصدقاء/السَّماء التي رصفنا زُرْقتَها بالسَّهر/لوّنَت رمادَ الأرضِ بالفوانيس/وأزهرتْ/كأحجارِ البراكينِ في عتمةِ الليل». تلاه الشاعر محمد جميل أحمد إذ قرأ قصائد منها قصيدة «سيرة المحو»، وهي قصيدة مقفاة، ومنها :عابِراً كنتُ والدُّرُوبُ ضَبَابُ/والمَرائي بَريِقُهُنَّ السَّرَابُ/لمَعَتْ حَوْلِيَ الأمانِي فَلَّمَا/أوْشَكَ الوَصْلُ غَادَرتْنِي الرِّغَابُ/لَم أزَلْ كالَغُيُوم ِهَشَّا خَفَيِفا /بِيَدِ المَحْو واللَّيَالِي كِتَابُ/فَكَأنَّي دُمُوعُ شَمْع ٍتَناهَى/أوْ كأنَّ الشُّمُوع عُمْرٌ مُذ ابُ». ليعود الدور إلى الشاعر نصار ليقرأ قصيدة «الغريب» ويقول فيها: البيتُ الذي كانَ مأهولاً بالأصدقاءِ/ تصدّعتْ أبوابُهُ/صار مأوىً للعناكب /والطير/ والحيواناتِ التي فَرَّت من حظائرها/تحت صريرِ المجنزرات /صارَ الشارعُ/ يقودُ إلى مقبرةِ الأطفالِ». ثم قرأ محمد جميل أحمد قصيدة بعنوان «الطرائد»، ومنها: شَجرُ الليل ِ نحنُ ، نطلعُ من عتَبات الصدى ./ الغيومُ نساءٌ توشّحْنَ بين الطرائد ، فرساننا يندبونَ /على قَمر ٍ خاسر ٍ ، والقبائلُ مغلولة ٌ، /أولُ الدهر/آخره في الرمال. /كان الصَّدى ما تقولُ به الريحُ،/كان المدى صَهوةً للطِّرادْ».