لايبدو أن الهلال يتجه للمحافظة على الثنائيتين اللتين حققهما الفريق في العام الماضي والذي قبله قياساً بما يعيشه الفريق الآن من عدم استقرار باتت ملامحه واضحة للعيان، فالألماني توماس دول أقرب للرحيل من أي وقت مضى، وربما تكون مباراة الشعلة في ثمن نهائي كأس ولي العهد أو مواجهة (الكلاسيكو) أمام الاتحاد آخر عهده مع الفريق دون النظر للنتائج التي سيحققها الفريق، فما يقدمه الهلال لم يعد مرضياً لأنصاره ولا يظهر أيضاً أن الإدارة الهلالية مسرورة بالعمل الذي يقدمه دول في وقت وصف الكثيرون ما يفعله دول بالفريق بأنه عبث فني قد يدفع (الزعيم) فاتورته عند الوصول إلى مرحلة الحصاد والمتمثلة في الجولات الأخيرة من الدوري وبطولتي كأس ولي العهد وكأس الملك للأبطال، بالإضافة لدوري أبطال آسيا. لم تكن إدارة الهلال طوال الأسبوع الفائت واضحة في تعاطيها مع الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن أن رحيل الألماني دول ليس إلا مسألة وقت، فهي لم تنفِ بشكل قاطع ولم تعلن أنها منحت المدرب فرصة لتعديل أوضاع الفريق، خصوصاً أن مدير عام كرة القدم سامي الجابر صرّح ولم يلمّح بعد لقاء الفريق أمام الأنصار في المدينةالمنورة أن مواجهة (الدربي) أمام النصر ستكون محكاً واختباراً حقيقياً لدول الذي بات مصيره مجهولاً على الأقل للبعيدين عما يدور في البيت الهلالي. تعلم الإدارة الهلالية جيداً أن هذه العروض التي يقدمها الفريق تنافي سياستها وتحديداً تصريح الرئيس الهلالي الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي كرر غير مرة في الموسم الماضي إشارته إلى أن "الإدارة الهلالية ترغب بتحسين مستوى الفريق بشكل أكبر، وأن الفريق وإن حقق البطولات فالطموحات كبيرة جداً". هذا الحديث جاء مواكباً لتطلعات محبي (الزعيم)، وتبعته صفقات عدة على المستوى الأجنبي نالت رضاهم قبل بدء العام عطفاً على الأسماء التي انتدبتها الإدارة، غير أن ما يحدث داخل المستطيل الأخضر سيجبر الإدارة الهلالية على التفكير ألف مرة باستمرارية المدرب الحالي واللاعبين الأجانب، فعدا عن عدم تقديم دول لعمل مقنع، لم يقدم الرباعي الأجنبي حتى الآن مستويات مميزة كتلك التي أبهر بها لاعبا الوسط السويدي فيلهامسون والروماني ميريل رادوي الأوساط الرياضية في المواسم الثلاثة الأخيرة، فالكاميروني إيمانا وهو أفضل لاعبي دوري الدرجة الثانية الإسباني لم يظهر حتى الآن بالشكل المأمول، بالإضافة للمهاجم الكوري يو بيونغ سو الذي لم تظهر حتى الآن أي بوادر لنجاحه، فيما حفظت أرقام المهاجم المغربي يوسف العربي ماء وجه اللاعبين الأجانب، بعد أن سجل 8 أهداف قبل نهاية الدور الأول، وهو الذي لم يكن مقنعاً على صعيد العطاء والجهد داخل الميدان، يضاف إليه مواطنه لاعب المحور عادل هرماش الذي لم يؤد ماهو متوقع منه. قد تجد إدارة الهلال فرصاً مناسبة للتخلص من اثنين على الأقل من اللاعبين الأجانب في سوق الانتقالات الشتوي وتعوضهما بمدافع أجنبي ينهي الفوضى التي كادت أن تكلف الفريق الكثير، بجانب التعاقد مع لاعب رابع يحدد مركزه المدرب الذي لا يظهر أنه توماس دول، وهذا الجانب لعبت عليه إدارة الهلال كثيراً وهي تؤكد في مناسبات سابقة أن لاعبي الهلال الأجانب "عليهم القيمة" في سوق الانتقالات. المطلوب من الإدارة الهلالية أن تبني طموحاتها هذا الموسم وتقيسها بما قدمه الفريق، أو التحرك باكراً لتحسين أوضاعه وتعديل مساره الفني من خلال جلب مدرب يستطيع انتشال الفريق ولديه القدرة على الدخول في معمعة المنافسات وليس كما حدث في تجربة البلجيكي جورج ليكنز قبل ثلاثة أعوام، بالإضافة لجلب لاعبين اثنين على الأقل يعززان تواجد العنصر الأجنبي في الفريق.