لم يقنع الفريق الكروي الهلالي الأول، جماهيره العريضة هذا الموسم رغم حصيلته التي بدت مقنعة إلى حد ما، وصنفها أنصار الفريق "الأزرق" بالمخيبة للآمال، فخلال منافسات هذا الموسم خرج الهلال بلقب وحيد هو كأس ولي العهد للمرة العاشرة في تاريخه كرقم قياسي سعودي، وحقق الأهم بتجاوز الحاجز النفسي القاري بوصوله إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا بعد أن كسب بني ياس الإماراتي، في وقت نافس فيه على لقب دوري زين حتى جولته الأخيرة، لكنه واصل غيابه عن لقب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال للموسم الخامس على التوالي. نموذج جيريتس بالعودة إلى نقطة البداية للفريق الهلالي نجد أنه عاش صراعاً مريراً في البحث عن اسم تدريبي منذ نهاية الموسم الماضي بعد رحيل مدربه البلجيكي ايرك جريتس الذي أصبح يمثل للهلاليين نموذجاً تدريبياً يصعب إيجاد نسخة منه؛ بعد أن طبق سياسة احترافية جديدة في عُرف اللاعبين السعوديين بفرضه لأنظمة صححت مفهومهم في كيفية التغلب على مشاكل الطقس والأجواء المتقلبة التي أخذت تتبدل في السنوات الأخيرة في أجواء السعودية، وعرف كيفية التعاطي مع عقلية لاعبيه عبر تقييدهم ببرامج غذائية صارمة، في خطوات انتجت فريقاً حضر في كل الاتجاهات. اختلاف مدارس وأسهم تغيير المدارس التدريبية المتتابع واختلاف الفكر التدريبي في تشتت اللاعبين وبقاء اجتهاداتهم الكروية الميدانية في غياب هوية الفريق، وبدأت دوامة الهلال في محاولة إعادة هلال جريتس بالتعاقد مع الألماني توماس دول الذي سار بالفريق بصورة جيدة إلا أن أسهم الانتقادات لم تمنحه فرصة البقاء لأطول فرصة ممكنة؛ لتنتقل الراية التدريبية بصورة مؤقتة للبلجيكي نان قبل التعاقد مع التشيكي ايفان هاشيك الذي قوبل بعواصف نقدية حادة لتاريخه التدريبي الهش، كما صوره الإعلام في المنطقة بعد مجيئه، وسار الفريق بخطى متعثرة إلا أنه حقق هدفه والإدارة في الوصول إلى ربع النهائي الآسيوي. صعوبة تأقلم استقبل الفريق أربعة لاعبين أجانب دفعة واحدة يخوضون التجربة الأولى لهم في الأجواء العربية ذات الخصوصية العالية الأمر الذي صعب من تأقلمهم وإظهار نجوميتهم التي كانوا عليها في الدوريين الإسباني والفرنسي، كالكاميروني أكيلي إيمانا قبل إعارته للأهلي الإماراتي، والمهاجم المغربي يوسف العربي صاحب الإمكانات الكبيرة مقارنة بصغر سنه إلا أن حداثة تجربته العربية أظهرت حاجته إلى مزيد من الوقت ليقدم ما لديه، فيما كان التفوق حليف مواطنه عادل هرماش الذي بات الورقة الأقوى في الهلال، وأخيراً احتفظ الكوري الجنوبي بيو يونج سو بورقة الإقناع الجماهيرية والإعلامية حتى آخر لقاءات الموسم بعد نجاحه في تسجيل رباعية كاملة في لقاء بني ياس الإماراتي الختامي، مظهراً مقدرته التهديفية بواقع 17 هدفاً في الموسم بالرغم من بقائه كعنصر احتياطي، وهنا تبرز أهمية منح اللاعب الأجنبي الفرصة في تحقيق فرص التكيف مع الأجواء المعيشية الجديدة ورفع درجة الانسجام مع زملائه، بعد أن أكد أن عامل اللغة والثقافة المختلفة لم يكن عائقا أمامه في تسجيل ذلك الكم الكبير من الأهداف، حيث أظهر مقدرته في حسن التمركز والقدرة الفائقة في استثمار الفرص. ويحسب للإدارة الهلالية الجرأة في استعادة السويدي كريستيان ويلهامسون من الملاعب القطرية بعد إعارته خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية ليعيد الحيوية لألعاب الهلال، خاصة وهو يعرف أدق تفاصيل الملاعب السعودية من خلال مواسم ثلاثة سابقة قضاها مع فريقه. مكاسب جديدة بعيداً عن النتائج خرج الهلال بمكاسب عدة هذا الموسم أكبرها ظهور النجم سالم الدوسري الذي أضحى رقماً هاماً في خارطة المنتخب الأول، إضافة إلى استقطاب مهاجم النصر السابق سعد الحارثي في أغسطس الماضي المنتظر أن يعيد اكتشاف نفسه حين يحضر مع بداية المعسكر التحضيري للموسم الكروي المقبل، وتثبيت المدافع الأيمن سلطان البيشي قدميه في خارطة الفريق بعد معاناة طويلة للبحث عن بديل يخلف رحيل أحمد الدوخي استمرت 5 مواسم كروية. رحيل وترقب وكانت أكبر الخسائر الكروية فقدان خدمات عبدالعزيز الدوسري بسبب إصابة حرمته من خدمة الفريق طويلاً، وسلطت الضوء بشكل أكبر على الكوادر الطبية بالنادي التي لم تكن مقنعة لكثير من أصحاب القرار بعد توالي الإصابات وإخفاقها في تشخيص كثير من رحلات الاستشفاء للاعبين مثل حال حارس الفريق حسن العتيبي الذي غاب أخيراً نتيجة لتلك التشخيصات. ومع تقبل الجماهير الهلالية لقرارات الرحيل لقائد الفريق ومدافعه الدولي أسامة هوساوي إلى اندرلخت البلجيكي والمهاجم عيسى المحياني للأهلي إلا أنها ستكون أكثر سعادة في حال عودة مهاجمها ياسر القحطاني بعد انتهاء إعارته مع العين الإماراتي، بعد مساهمته الفاعلة في عودة الأخير إلى بطولات الدوري بتحقيقه اللقب العاشر في تاريخ النادي. مستقبل الهلال سيرسم حضور الفريق آسيويا ووصوله لربع النهائي كثيراً في مستقبل الهلال في طريقه لتأكيد زعامته القارية التي بقي يعلوه تاجها رغم ابتعاده عن ألقابها 12 عاماً، وستضع الإدارة الهلالية في اجندتها لتحقيق الحلم الغائب عدة أسس، أبرزها حسن اختيار الجهاز الفني الجديد، وحضور كل اللاعبين في المعسكر التحضيري الخارجي، واختيار اللاعبين الأجانب البدلاء بحسب الرؤى التي سيقدمها المدرب الجديد بما يخدم أسلوبه التكتيكي بعيداً عن نجومية اللاعبين وتاريخهم الكروي، إلى جانب الاستقطابات المحلية التي بدأها الهلال مع المدافعين يحي المسلم وياسر الشهراني القادمين من الرائد والقادسية على التوالي.