حين نعترض على بعض الدراسات التي يتم نشرها ويشار إلى أنها تمثل تحليلا للرأي العام السعودي وهي في واقع الأمر لم تخرج من غرف الكتاتيب المسماة خدمات الطالب، فذلك الرفض حق مشروع للجميع خاصة من يدرك أهمية البحث العلمية وأهمية مصداقية معلوماته بعيدا عن أي محتوى تضليلي..؟؟ في الأيام الماضية قدم أحد العلماء أو الباحثين وهو مواطن سعودي دراسة لمجلس الشورى، تفيد محتوياتها مؤشرات تحذيرية من قيادة المرأة للسيارة مؤكدا في نتائج دراسته "الغريبة "أنه في حال قيادة المرأة السعودية للسيارة فإنه وخلال عشر سنوات ستقل نسبة العذارى في المجتمع السعودي..؟؟ النتيجة تلك تعني أنها من الدراسات الاستشرافية. وهذا النوع من الدراسات مع أهميته يتطلب موضوعية وقياسات عالية الدقة للوصول للنتائج..؟؟ لن أسأل الباحث ماهي الاستدلالات التي قاس عليها لأنه أساسا لا يوجد ما يمكن أن يقاس عليه وفق رؤية علمية في مجتمعنا وليس المجتمعات الأخرى، إلا حالات القيادة عند نساء البادية وبعض القرى، ولا أظن أن الباحث توصل إلى ما يعيبهن لأنهن رمز الشرف ورمز الثقة.. ونرفع النقاب تحية لهن.. تلك الدراسة بكل المقاييس تعتبر دراسة "فضائحية" علمية. وأتصور أن من واجب المؤسسة العلمية التي ينتمي لها أن تحاسبه بطريقة علمية لتكشف للمجتمع ككل كيف توصل لتلك النتيجة، لأننا حقيقة كمجتمع لا نريد أن نصبح أضحوكة عالمية بسبب رفض البعض قيادة المرأة للسيارة.. نعم من حق الجميع القبول والرفض، ولكن باحترام عقولنا وليس الاستهتار بنا ونسف قيمنا الدينية لصالح عقليته السوداوية.. المرأة السعودية سواء قادت عربتها أو لم تقدها فهي امرأة مسلمة وتخشى الله قبل أن تخشى أصحاب العقول الضيقة.. أيضا الرجل السعودي عرف بتدينه وهو وليس رجلا لا فضائل له ليتحول إلى ذئب مفترس.. لا نقبل من هؤلاء النظر لمجتمعنا كما لو كان مجموعة من "الحيوانات "لا تحركها إلا غرائزها بل الواقع يشهد لصالح نسائنا ورجالنا وخاصة الشباب منهم.. فهم في غالبهم أناس أخيار تخشى الله وتعمل على مرضاته.. إن لم تستطع تلك المساجد المحيطة بمنازلنا أن ترتقي بنا وبقيمنا، فإن هناك خللا كبيرا لابد من مواجهته ليس بإغلاق الأبواب الصحيحة، بل بفتح نوافذ العقول المغلقة لترى النور الحق..؟؟ محتوى الدراسة ارتفعت فيه التوقعات السلبية بشكل فاق المنطق العلمي وموضوعيته، فليس من المنطق العلمي أن ترتفع نسبة الانحراف بين النساء لمجرد قيادة السيارة خاصة وأنهن الآن يخرجن مع السائق بمفردهن، بل إن بعضهن يقطعن مئات الأميال ليصلن لمدارسهن ومصدر رزقهن ولم نسمع عن انحرافهن ولله الحمد، بل سمعنا كثيرا عن موتهن على الطرقات كشهيدات على سوء الطرق. فليت أخانا وجه قدراته العلمية لدراسة الفساد الإداري والمالي الذي كان سببا في موتهن دون ذنب اقترفنه، إلا إن كانت خدمة الوطن وسد رمق جوع صغارهن ذنبا هو يراه..