دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير إلى حسن المعايشة وأداء الحقوق والوفاء بوثائق التعايش والبعد عن المنازعة والخصومة والجفاء مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث " ، محذرا من ركوب موجة الجهل والحمق واستبدال الإخاء بالجفاء والعداء على الولاء، مشددا على أن أولى الناس بالتوقير والتقدير وحسن المخالطة هم الأهل والقرابة ومن في حكمهم. وقال فضيلته : لا تحلو المخالطة إلا بحسن المعايشة وأداء حقوق المعاشرة، وتحقيق العدل والنصفة في المعاملة، ومن كان في حفظ ما عليه كحفظ ماله فقد أنصف في القضاء وعدل في السواء، ومن قبل وثائق التعايش وقطع مرابع التسامح وسلك طريق المنازعة فقد سلك طريقا لا يوصل إلى مطلوب ولا يهدي إلى مرغوب ومن أخطا طريق التغافل والتسامح كثر معادوه وقل مصافوه وهجره محبوه وتعثر في جهله ووقع في مهاوي حمقه وركب متن الفجور في الدعاوى والمنازعات والكذب في الخصومات واختار الجفاء على الإخاء والعداء على الولاء والمخاشنة على الملاينة، تعاشر فيعاسر، وتقارب فيحارب وتحالف فيخالف. وأضاف : من بسط للناس فراش التوقير ومد لهم بساط التقدير والتمس لهم الحجج والمعاذير ولو مع الإساءة له والتقصير، عاش في النفوس معظما وعلى الألسن مبجلا، والأهل والقرابة أولى الناس بحسن المخالطة وجميل المعاشرة ولين المعاملة ، قال صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ومن عم أهله خيره ووسعهم بره وبسط لهم وجهه ومهد لهم كنفه فذلك الشهم الوفي والمعايش الصفي والمخالط التقي. وأضاف : من خالط الناس فتعاظم وتطاول وتكبر وتجبر وحقر وصغر وجرح وشهر وأساء المقال وولغ في الأعراض واستطال وأكل الأموال بطرق المكر والاحتيال وتعامل بالحمق والسفه والطيش ونسي الفضل وأنكر الجميل وآذى العباد وأفسد في البلاد فقد كتب على نفسه بلاء لا يبلى وخزاية لا تنسى ونقمة لا ترد وعذابا لا يصد قال صلى الله عليه وسلم : " أتدرون من المفلس ؟، قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذت من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار " ، فاتقوا الله أيها المسلمون وتخلصوا من المظالم والحقوق وتحملوا ممن ظلمتم أو آذيتم قبل ذلك المرد الذي لامحيص عنه ولا مفر منه ولا رجعة بعده.