دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البديرالمسلمين في خطبة الجمعة امس: الى المخالطة بحسن المعايشة وأداء حقوق المعاشرة وتحقيق العدل والإنصاف في المعاملة، مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ).وإن الأهل والقرابة أولى الناس بحسن المخالطة وجميل المعاشرة ولين المعاملة. وبين فضيلته أن من بسط للناس فراش التوقير ومد لهم بساط التقدير والتمس لهم الحجج والمعاذير ولو مع التقصيروالإساءة له، عاش في النفوس معظمًا وعلى الألسن مبجلا، وأبان فضيلته أن من عم أهله خيره ووسعهم بره وبسط لهم وجهه، فذلك الشهم الوفي والمعاشر السخي والمخالط التقي، ومن غلظ طبعه وعظمت فظاظته واشتدت على أهله قساوته وشراسته فقابل والديه بالصدود والجحود وعامل زوجته بالتحقير والتعزير وأولاده بالتعنيف والتخويف والإذلال والإهمال وذوي قرابته بالقطيعة والهجران فذلك الذي أساء المخالطة وأوغل في المغالطة، موضحا أن الغلظة والفظاظة هي سبب التباعد والنفور وخراب الأسر والدور. وشددعلى ضرورة التعامل باللطف وباللين والشفقة والمسامحة والرحمة والإحسان وحسن المعاشرة وجميل المخالطة ليحوزوا على عظيم الأجور والحسنات ويحفظوا أسرهم ومجتمعاتهم من النزاعات والخصومات والضياع والشتات. كما دعا إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين الى استشراف المستقبل ورسم آفاقه، مع قدوم عامٍ هجري مبارك جديد في ضوءٍ كلمة التوحيد «لا إله إلا الله». وأكد أن نعمة «لا إله إلا الله» لا تُقَدَّر بثمن، وأورد ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أن موسى -عليه السلام- قال: يا ربّ علّمني شيئًا أذكرك وأدعوك به، قال الله تعالى: يا موسى قل: لا إله إلا الله، قال موسى: يا ربّ، كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى، لو أنّ السموات السبع ، والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله) أخرجه الحاكم وابن حبان وصححه.وقال إن كلمة التوحيد ليست مجرد لفظة تقال، أو عبارةٍ تردد على الألسن - وإن كان مجرد التلفظ بها تحصل به عصمة الدم والمال والعرض-، ولكن هي بمثابة الدّم للبدن، والهواء للأحياء، والماء للنبات. وأشار إلى انه مع ما تعيشه أمتنا الإسلامية من الواقع المرير في بقاع عزيزةٍ علينا، فإننا نشعر أن لهيب التمْحيص لابُدَّ أن يُضيء طريقنا إلى العام الهجري الجديد مُسْتيْقِنين أن كلمة التوحيد عُدَّتنا مطلع كل عام جديد، لتحقيق أملنا المنشود، وسؤددنا المفقود، وما ذلك على الله بعزيز.