تناقلت بعض مواقع الانترنت خبراً مفاده أن لعاب الورل يستخدم لعلاج مرض السكر والقضاء عليه بعد سنة من استعماله. لقد اطلعت على هذا الخبر الذي يحكي ذهاب رجل مع والدته إلى لندن والتي كانت والدته تعاني من السكر ، وفي لندن وجهه بعض الأشخاص إلى دكتور عربي متخصص في أمراض السكر. يقول هذا الرجل نقلاً عن الدكتور " كل مخلوق على وجه الأرض لابد أن يكون في دمه نسبة من السكر سواء كانت نسبة طبيعية أن نسبة تؤدي إلى المرض (إنسان خروف قط طائر بل حتى السمك ) ويضيف الدكتور لقد اكتشف العلماء حيواناً واحدا فقط لا يوجد في دمه أي أثر للسكر . وكان هذا الحيوان هو الورل أحد حيوانات السحالي. ويذكر أن العلماء قد قاموا بتشريح الورل ، فوجدوا أن لعابه يحتوي على مادة كيميائية تمسح وتزيل أي أثر للسكر في جسمه ، وبعد سنوات قليلة قام العلماء باستخراج لعاب الورل وتحليله كيميائياً لاستخراج المادة المؤثرة في خفض السكر من لعاب الورل ، وقاموا بتصنيع حبوب وحقن ، ومن يستمر على تناول هذا المستحضر من مرضى السكر لمدة سنة تقريباً فسيجد زوال أي أثر لمرض السكر في جسمه ، ومن ثم يستغني عن تناول الدواء نهائياً ، بخلاف علاج الأنسولين الذي يستمر مع مريض السكر طوال حياته. كما يقول ان هذا المستخلص من لعاب الورل يعالج البنكرياس ويجدد خلاياه المصابة والتي بسببها يصبح هناك اختلال في مستوى الأنسولين في الجسم. ولذلك فإن هذا العلاج سيعيد للبنكرياس عافيته ويقوم بدوره كأنه لم يكن فيه علة أو مرض . ويقول الرجل الذي كانت أمه تعاني من مرض السكر ان الدكتور نصحه باستخدام هذا العلاج لأمه وأنه متوفر بصيدليات الكويت وفعلاً ذهب إلى الكويت وحصل على العلاج المسمى " جانوفيا Januvia " وهو عبارة عن حبوب تحتوي كل علبة ما يكفي لشهر واحد وقيمتها 25 ديناراً . ويقول بعد استعمال والدته لهذا العلاج لمدة أسبوع انخفض لديها معدل السكر من 288 إلى 80 وتحسنت حالتها النفسية والصحية. ويقول هذا الرجل ان العلاج للبالغين فقط ولا يصلح للأطفال وعليهم الاستمرار على علاج الأنسولين إلى أن يشاء الله ويمن علينا بمعرفة علاج جديد ، ويضيف قائلاً يجب أن يتناول المريض بجانب هذا العلاج منظم السكر المعروف . قبل تعليقي على هذا الموضوع أحب أن أعطي القارئ الكريم نبذة موجزة عن الورل وهو أحد أنواع الأورال المعروفة بثلاثين نوعاً حياتها أماكن تواجدها غذاؤها طرق تناسلها واستعمالاتها الطبية الشعبية فما هو الورل ؟ الورل Deser Monitor الورل اسم لنحو 30 نوعاً من السحالي التي تعيش في جزر سليمان وغينيا الحديثة وأستراليا وجزر الهند الشرقية وآسيا الجنوبية وأفريقيا وتسمى حيوانات الورل الإقوانة. وتتصف الأورال بأن لها أطرافا قوية جداً ، ورأسها متطاول وكذلك الرقبة ، والذيل طويل قوي جداً تستخدمه في الدفاع عن نفسها ، ولها أسنان واضحة قوية جداً ، ولسانها مشقوق ، لذلك يظن بعض الناس أنها سامة وهذا غير صحيح ، وأطرافها ذات خمسة أصابع قوية جداً تنتهي بمخالب قوية كذلك. تتغذى الأورال على الحيوانات التي تستطيع قتلها بما في ذلك الزواحف والطيور والثدييات الصغيرة والحشرات الكبيرة والقشريات. تعيش الأورال في بيئات متباينة ، فبعضها يعيش على اليابسة ، وبعضها يعيش بالقرب من المياه وهي قادرة على السباحة . ويعد الورل المسمى " تنين أندنوسيا " أكبر أنواع الأورال على الإطلاق إذ يبلغ طوله حوالي ثلاثة أمتار. وجميع الأورال نهارية المعيشة ، إذ تخرج وتنشط خلال فترات النهار وتختفي في فترات الليل ، إما في أنفاق أو جحور أو تحت الصخور. وفي الجزيرة العربية ثلاثة أنواع من الأورال تتشابه في كثير من الصفات ، والاختلافات بينها لا يمكن أن يدركها إلا المتخصص ، وهناك نوع واحد فقط منها هو أكثرها انتشاراً في الجزيرة العربية الورر هو الورل والذي يعرف علمياً باسم Varanus griseus من الفصيلة Varanidae . وقد ورد في التراث العربي أن الورل حيوان من الزاحفات ، جمعها ورال وورلان وأورال ، والأنثى ورلة ، أما اسمه عند العامة فهو الورر وأبو كخة ، ويعرف هذا الاسم في معظم مناطق المملكة. وهو يعيش في بيئات مختلفة ، مثل المناطق السهلية ذات التربة المتماسكة والكثبان الرملية ويشاهد في الأودية والشعاب والمزارع . ولون الورل المشهور في الجزيرة العربية رملي مع بعض النقط المميزة على سطح الظهر ، وعلى الذيل حلقات بنية وعلى العنق خطوط بنية تمتد على جانبيه وتصل إلى الرأس ، أما من ناحية البطن للرأس والعنق ففيهما النقاط البنية والناحية البطنية ذات لون رملي فاتح. وهو ذو ذيل قوي. ويعتقد بعض الناس أن الورل إذا أصاب شخصاً بذيله فإنه يكسر رجله ، وهذا خطأ . مثل الاعتقاد الشائع عند الحضر والبدو أن ضربة ذيل الورل تكسر رجل البعير وهو كذلك غير صحيح. والورل من السحالي البياضة شأنه في ذلك شأن معظم أفراد جنسه ويتراوح طوله ما بين 60-130سم . وبين الورل والضب عداوة ، فيغلب الورل الضب ويقتله ولكنه لا يأكله كما يفعل بالحية. وهو لا يتخذ بيتاً لنفسه ولا يحفر له جحراً ، بل يخرج الضب من جحره صاغراً ويستولي عليه ، وإن كان أقوى براثنا من الضب لكن الظلم يمنعه من الحفر ، ولذا يضرب بالورل المثل في الظلم ، ويكفي من ظلمه أنه يغصب الحية جحرها ويبتلعها ، وربما قتل فوجد في جوفه الحية العظيمة. وهو لا يبتلعها حتى يشدخ رأسها . ويختلف عن بقية أنواع السحالي في أنه ليست له القدرة على تعويض ذيله عند فقده. الصيغة الكيميائية ويشاهد الورل عند حركته رافعاً جسمه عن سطح التربة ، ولعل ذلك يرجع إلى خروجه ونشاطه خلال أوقات ارتفاع درجة الحرارة ، حين يكون سطح التربة حاراً جداً ، فالذي يمشي رافعاً جسمه عن سطح التربة تلافياً للحرارة العالية المنبعثة من سطح الأرض . للورل بعض المواقف المشهورة ، خاصة مع الأفعى المقرنة المعروفة باسم " أم جنيب " عندما تدور بينهما معركة يكون الورل غالباً هو الطرف المنتصر فيها. إذ يستخدم ذيله القوي لضرب الأفعى بقوة ، وتستخدم الأفعى سمومها للدفاع عن نفسها. ويذكر الأهالي في بعض مناطق المملكة خصوصاً المنطقة الوسطى ، أنهم شاهدوا مثل هذه المعارك ، وأن الورل ، بعد أن تلدغه الأفعى يذهب بسرعة ويحك جسمه على شجرة صغيرة يقال لها الرمرام ، ثم يعود مرة أخرى لمصارعة الأفعى حتى يتغلب عليها ، ثم يأكلها بعد أن يقطع رأسها. وعندما تصاب بعض الأورال بالهلع والخوف تنقلب على ظهرها ، وتتصنع الموت. وتضع إحدى قدميها في فمها ، وتبقى على هذه الحالة لفترة من الزمن ، حتى تشعر أن الخطر قد زال عنها ، فتعود بعد ذلك إلى وضعها الطبيعي وتنجو بنفسها . الاستعمالات الشعبية للورل : يقول المعتمد في الأدوية المفردة ان النساء يستخدمن لحم وشحم الورل للتسمين ، وفي شحمه قوة لإخراج السلا بعد الولادة ونزع الشوك من الجسم ، وينبت الشعر في مرض داء الثعلبة وزبله أو روثه يجلو الكلف والوضح والقوباء وبياض العين. إذا شق وربط على الجزء الملدوغ امتص السم منه. يستعمل مقويا جنسيا ومضادا لغازات البطن . ويقال ان عضو الرجل إذا دلك بشحمه زاده قوة وإنعاضاً . مستحضر جانوفيا نعود إلى الخبر الذي تناقلته بعض المواقع في الانترنت عن استعمال لعاب الورل كعلاج للسكر . أود أن أقول ان هناك تناقضاً في بعض ما ذكره الرجل الذي ذهب إلى لندن واستشار الدكتور العربي بشأن علاج والدته من مرض السكر وما ذكره عن هذا العلاج. لقد حاولت أن أذهب إلى عدة مواقع في الانترنت وهي مواقع علمية للحصول على المعلومة الصحيحة حول هذا الخبر ودخلت على موقع Wikipedia, the free encyclopedia والذي يقول أن مستحضر جانوفيا Januvia هو اسم تجاري لمستحضر كيميائي مشيد هو " Sitagliprin " وهو مادة عبارة عن dipeptidyl peptidase-4 (DPP-4) وهو المركب الثاني لمجموعة DPP-4 المثبط لسكر الدم والمتوفر في الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط. وهو عبارة عن أنزيم يستخدم كعلاج لمرض السكر من النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين ولا يصلح لأن يستخدم من قبل المرضى المصابين بالنوع الأول المعتمد على الأنسولين وأن هذا الأنزيم (Sitagliptin) يمكن استخدامه لوحده أو استخدامه مع مركب خافض للسكر مثل Metformin والذي يعرف باسم Glucophage وهو منظم للسكر أو مركب Thiazolidnedione إن المستحضر جانوفيا الذي استخدمه الرجل لوالدته والذي حصل عليه من صيدليات الكويت مكون من الأنزيم المشيد Sitagliptin ومركب Metformin المنظم للسكر وليس من لعاب الورل كما ذكر آنفاً . والصيغة الكيميائية لمركب Sitagliptin هي C16 H15 F6 N5 O وهي موضحة حسب الرسمة المرفقة. وهذا المركب قد أقرته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 17 أكتوبر عام 2006م وسوق في الولاياتالمتحدة من قبل شركة Merk في يوم 2 من شهر أبريل عام 2007م وذلك على هيئة المستحضر Januvia والمكون من Sitagliptin وَ Metformin والذي يسوق في الولاياتالمتحدة باسم Janumet كما أطلعت أيضاً على موقع Drug Bank والذي أعطى نفس المعلومات الذي أعطاها موقع Wikipedia the free encycloredia. تتغذى الأورال على الحيوانات التي تستطيع قتلها إن مستحضر Januvia ليس له علاقة بمستخلص لعاب الورل وهو مستحضر يستخدم لعلاج السكر من النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين أي أنه يحفز خلايا بيتا في جزر لانجرهانز في البنكرياس كما تفعل الأدوية المنتشرة في الأسواق العالمية وهو يشبه إلى حد ما مستحضر الجلبناكلامايد مع الميتفورمن Glibinclamide Metformin في مستحضر واحد مكون من 850 ملجم Metformin مع 5 ملجم Glibinclamide والمتوفر في الصيدليات في أي مكان. وفي اعتقادي ان الموضوع الذي تناقلته بعض مواقع الانترنت عن استخدام لعاب الورل في علاج داء السكري إنما هو بقصد الترويج لمستحضر Januvia ولاسيما أن الشخص الذي تحدث عنه قال بأنه لابد وأن يستخدم لمدة سنة ولو نظرنا إلى سعره وهو 25 ديناراً أي حوالي 300 ريال سعودي لوجدنا أنه يحتاج إلى ميزانية خاصة مع أن هناك نفس الأدوية في الصيدليات من مجموعات أخرى قيمتها في الحدود المعقولة وعليه فإنه يجب علينا ألا نصدق كل ما يقال في الانترنت . تعيش الأورال في بيئات متباينة