عرض «المؤتمر العالمي لمرض السكري» الذي يعتبر من أكبر المؤتمرات الطبية في أمراض السكري ومضاعفاته أخيراً، مجموعة من البحوث عن المستجدات في علاجه وأدويته، وضمنها عقار حديث قدّمته شركة «إم إس دي» MSD الشهيرة. نظم المؤتمر في بيروت «الاتحاد العالمي لأمراض السكري». وضمّ نخبة من الخبراء والأطباء والعلماء العاملين في بحوث هذا المرض وعلاجاته. وناقشت هذه النخبة مجموعة من التحديات التي تواجه جهود علاج السكري، كما استعرضت مجموعة من أحدث العقاقير في علاج النوع الثاني منه، وهو النوع الأكثر انتشاراً عالمياً. وفي المؤتمر، نظّمت «إم إس دي» ندوة عرضت فيها نتائج بحوثها عن النوع الثاني من السكري وعلاقته بأمراض شرايين القلب، إضافة إلى دراسة علمية عن قدرة عقار «جانوفيا» الذي تنتجه الشركة في مساعدة ملايين المرضى المسلمين في الحفاظ على مستوى صحيح للسكر في الدم أثناء أدائهم فريضة الصيام. وفي هذا الإطار، أشار أحد مسؤولي الشركة إلى أنها ترفع باستمرار موازنتها المخصصة للبحوث والتطوير، على رغم أزمة الاقتصاد عالمياً. ورأى أن ذلك يعكس إيمان الشركة بأن الابتكار سبيل وحيد لتحقيق تقدّم حقيقي في رعاية ملايين مرضى السكري. ويُذكر أن إحصاءات متعددة المصادر أشارت إلى أن معظم الأطباء ينصحون مرضى السكري من النوع الثاني بعدم صيام شهر رمضان، لكن 79 في المئة من المرضى يواصلون صيامهم. وشكّل هذا المعطى منطلقاً لدراسة قادتها «إم إس دي» عن البدائل العلاجية التي تساعد في الحفاظ على مستوى صحي للسكر في الدم أثناء الصيام. واكتشفت الدراسة أن المرضى الذين تناولوا دواء «جانوفيا» كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض غيبوبة السكري أثناء الصيام من غيرهم. وأثبتت بحوث مماثلة للشركة عينها العلاقة بين السكري من النوع الثاني وأمراض شرايين القلب. ونبّهت إلى أن هذه الأمراض سبب رئيس للوفيات لدى مرضى السكري من النوع الثاني. ولفتت الدراسة إلى أن المجتمع الطبي ثابر على الاعتقاد بأن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الكوليسترول والسكر في الدم، هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب. ولكنها أشارت إلى وجود علاقة مباشرة بين النوع الثاني من مرض السكري والإصابة بأمراض القلب، إذ يؤدي الارتفاع المستمر لمستوى السكر في الدم إلى زيادة تراكم اللويحات على جدران شرايين القلب، ما يساهم في تكوّن الجلطات وانسداد شرايين القلب وحدوث أزمات قلبية وصدرية وغيرها. ويعتقد الأطباء بأن نصف عدد الوفيات بين مرضى السكري تقريباً ترتبط بالإصابة بأحد أمراض القلب. وأثبتت البحوث العلمية أن ثلثي مرضى السكري ممن نُصِحوا طبياً بتناول عقاقير مخفضة للكوليسترول، لم يتناولوها فعلياً نظراً إلى تخوفهم من حدوث أعراض جانبية خطيرة مثل فقدان البصر، والفشل الكلوي واستئصال الأطراف وغيرها. إن هذا الانفصال الواضح بين الأخطار الحقيقية لمرض السكري، ووعي المرضى بطبيعة المرض ومضاعفاته، يعتبران من النقاط الحيوية في رعاية المرضى. وهو ما شدّد عليه المؤتمر المشار إليه آنفاً، على أمل خلق وعي أكبر بين الأطباء بهذه الأخطار، وحضّهم على أداء دورهم في توعية المرضى ونشر هذه الحقائق بينهم. يذكر أن السكري من أكثر الأمراض انتشاراً. وويعاني منه حاضراً أكثر من 366 مليون مريض، ما يمثّل 10 في المئة من إجمالي البالغين. وسُجلت أعلى معدلات انتشاره لعام 2011 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، طبقاً لتقديرات «الجمعية الدولية لأمراض السكري». ومن المتوقع أن يصل عدد مرضاه إلى 552 مليوناً بحلول 2030، ما يمثّل زيادة مقدارها 50.7. وتبدي أواسط طبيّة كثيرة قلقها من نسبة الزيادة في عديد مرضى السكري، التي تبلغ 2.7 في المئة سنوياً، وهي أكبر ب1.7 ضعف من زيادة عدد البالغين عالمياً. وتشير تقديرات «الاتحاد الدولي لأمراض السكري» إلى أن عشرين في المئة من سكان الشرق الأوسط مصابين بالسكري، وهي نسبة مرشّحة لأن تلامس ال33 في المئة بحلول 2030.