في عام 2009م عقد أول اجتماع رسمي دولي لمجموعة بريكس والتي تضم كلاً من الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وهي تمثل القوة الاقتصادية السياسية الجديدة ، وكما هو معروف أن هناك في هذا الوقت صراع بين الدول الصناعية الكبرى على النفوذ الاقتصادي فالاقتصاد هو المحرك للسياسة لا المبادئ ، ولا حقوق الإنسان ، ولا الحق أو الباطل ويجب أن نفرق هنا بين الدافع والذريعة على كل ، ولعل من ثمرات هذا التكتل الفيتو الذي لوح به كل من روسيا والصين وامتنع عن التصويت كل من الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا والتي أصبحت القوة الاقتصادية الصاعدة ولا نستغرب أن يكون لهذه المجموعة ادوار مشابهة لها علاقة بالمساس بالنفوذ الاقتصادي لهذه المجموعة فالهيمنة المطلقة للولايات المتحدة أصبح على المحك منذ غزو العراق وما تبع ذلك من أزمات اقتصادية طالت الولاياتالمتحدة وحلفائها في السوق الأوربية المشتركة وبريطانيا ولا زالت تعاني من تفاقمها وبالمقابل تعيش بريكس مرحلة نمو وتنمية اقتصادية مذهلة بل ان بعض دول بريكس تعيش حالة ازدهار اقتصادي مثل دولة الصين الدائن الأكبر للولايات المتحدة فهل نحن مقبلون على مرحلة حرب باردة من نوع جديد لا تلعب فيه الأيدلوجيا أي دور وإنما المحرك لها النفوذ الاقتصادي ومناطق الاستحواذ على العقود والموارد ولعل بعض الدول شعرت بأنها من الممكن أن تضمن فيتو الدولتين من خلال إعطاء تسهيلات اقتصادية ومشاريع إستراتيجية تمنح للصين وروسيا ومجموعة دول البريكس الأخرى كما هو حادث مع إيران وكوريا الشمالية ومن نافلة القول إن سوريا ليست قوة اقتصادية لكنها حليف مهم لإيران القوة الاقتصادية التي تنشد ودها بريكس وتربطها بدولها علاقات اقتصادية مهمة تعدت إلى المواقف السياسية والدعم في المحافل الدولية . كما أننا لو تأملنا إعلان سانيا للاجتماع الثالث لقادة دول بريكس 2011م سنجد أنه يؤكد على دعم وتطوير مؤسسات هيئة الأممالمتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن كمضلة دولية يجب أن تحترم قراراتها ،ولعل بريكس هنا يلمح الى القرارات الإنفرادية التي تبنتها بعض الدول وسعت الى تمريرها من خلال مجلس الأمن والمقصود هنا طبعا الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا . على كل حال سوف نشهد لبريكس أكثر من فيتو في الأيام القادمة وخصوصا فيما يتعلق بإيران وحلفاء إيران كما سنشهد ملامح من الحرب الباردة.