في كثير من القضايا العالقة في هيئة دوري المحترفين يذهب الكثيرون من مسؤولي الأندية، وكذلك الإعلاميين إلى وضع ملفاتها على طاولة المدير التنفيذي محمد النويصر، وهو تصرف وإن كان صحيحاً في بعض القضايا؛ لكنه غير ذلك في قضايا أخرى، خصوصاً تلك التي يمكن وصفها بالمعقدة أو حتى الشائكة. إنني هنا لا أنصل النويصر من مسؤوليته أبداً؛ ولكنني أدعو الأندية والإعلام معاً إلى توجيه بوصلتهم نحو الاتجاه الصحيح، وأعني تحديداً الأمير نواف بن فيصل باعتباره رئيساً لمجلس إدارة هيئة دوري المحترفين، وقبل ذلك كرئيس للاتحاد السعودي لكرة القدم، فهو وحده بكل الصفات التي يحملها الرسمية، أو القانونية، أو حتى الاعتبارية المعني الأول عن حلحلة مثل تلك القضايا ومعالجتها، وإلا لما وقف مسؤولو الهيئة عاجزين عن إعطاء أي إجابات مقنعة حيال جملة من الأسئلة التي ظلت تطرح، ولما صمّوا آذانهم حتى لا يسمعون صرخات الأندية المطالبة بحقوقها المعلقة منها، والمغيبة، والتي نتمنى ألا تكون مهدرة أصلاً. أتفهم جيداً أن يلتزم النويصر بالأمور التنظيمية، واللوجستية التي تتعلق بنظام الهييئة، وما يتعلق بإشرافها على الدوري وأنديته، وأن يباشر المفاوضات وتوقيع العقود، ومعالجة كل الأمور المتعلقة بهذا الشأن، وهي أدواره كمدير تنفيذي؛ لكنه أبداً لكن يكون قادراً على معاجلة قضايا باتت تمثل أزمات ناشبة تهدد كينونة الاحتراف السعودي، بل تهدد مستقبل الكرة السعودية برمته؛ كحقوق الأندية من إيرادات النقل التلفزيوني، وحقوقها من إيرادات رعاية شركة (زين) للدوري، وحقوقها من إعانة الدولة للاحتراف، وكذلك حقوقها من إيرادات العقود الاستثمارية المبرمة مع بعض الشركات المستثمرة في الدوري. كل تلك الحقوق -ولتلاحظوا أنها حقوق وليست هبات– لم تتسلم منها الأندية شيئاً خلال فترات ماضية، فإيرادات النقل التلفزيوني للسنة الماضية لم تعرف الطريق لخزائن الأندية، وإيرادات هذا العام حدث فيها ولا حرج، إذ كيف تنتظر الإيرادات وقيمة العقد لم تعرف أصلاً، وكذلك قيمة إعلانات الشركات المستثمرة في الدوري، فضلا عن إيرادات الراعي الرئيس، وأعني شركة (زين) والتي باتت ومنذ ثلاث سنوات نسياً منسياً، أما إعانة الاحتراف فهي أم القضايا باعتبارها دعماً حكومياً!. إن واحدة من تلك القضايا لو حدثت في دوري من الدوريات المحترفة حقيقة، لا محترفة احترافاً على الورق لقامت الأندية فيه ولم تقعد، ولنا فيما حدث في الدوريين الإيطالي والإسباني في بداية الموسم الجاري خير مثال، حينما أضرب اللاعبون عن اللعب لأسباب مالية صرفة، وهي الحال التي تتهدد الدوري السعودي، ليس بالإضراب مؤكداً، ولكن بشل حركة الأندية عن مواجهة التزامتها، وهو ما بدا يظهر بوضوح، ليس على مستوى الأندية ذات القدرات المادية الضعيفة، والإيرادات المعدومة، وإنما حتى تلك التي تملك عقود رعاية بعشرات الملايين. هذا الواقع المزري يحتاج إلى معالجة سريعة ومباشرة من الأمير نواف بن فيصل لا غيره، بحلول ناجعة وسريعة، تضمن للأندية حقوقها، وللدوري حيويته، وللكرة السعودية مستقبلها، إذ ليس من المنطقي أن يبذل للمنتخبات ما يبذل في حين تقتات الأندية على الفتات، بل حتى الفتات ما عاد موجوداً، وهو ما يجعل الوضع غاية في السوء، لذلك فليُصلح الوضع، وإلا فالعواقب وخيمة، ولات حين مندم!