شهدت مدينة القدس تصعيداً غير مسبوق في مخططات واجراءات التهويد الاسرائيلية، حيث اغلقت سلطات الاحتلال جسر "باب المغاربة" تمهيدا لهدمه، واستكملت عزل نحو65 الف مقدسي بافتتاحها معبر شعفاط، رسميا أمس وهدم منزل في بيت حنينا. وأعلنت شرطة الاحتلال قبل ظهر أمس اغلاق جسر باب المغاربة الخشبي الذي يربط سلحة البراق بباحات المسجد الأقصى، بذريعة انه آيل للسقوط، ويمثل خطرا على حياة الجمهور (المقصود جمهور المستوطنين والسياح الاجانب). وقالت الناطقة بلسان شرطة الاحتلال لوبا السمري، في بيان "ان الجسر اغلق في وجه الزائرين (ما عدا قوات الاحتلال )، في اعقاب طلب توجهت به البلدية الى حاخام حائط المبكى (تقصد حائط البراق) وصندوق ثراث حائط المبكى وشرطة اسرائيل، وذلك في اعقاب مشاكل صعبة تتعلق بالامان بالإضافة الى خطر انهيار الجسر، وبالتالي تشكيله خطرا على سلامة من يستعمله. ويأتي إغلاق الجسر بالرغم من تحذيرات الحكومة الاردنية والتي جاءت على لسان وزير خارجيتها ناصر جودة من اقدام الحكومة الاسرائيلية على اغلاق الجسر، وعدم الاقدام على عمل يؤثر على الامكان المقدسة في القدسالشرقية. وقد دانت السلطة الفلسطينية قرار سلطات الاحتلال. وقال الناطق باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة "هذا تصعيد اسرائيلي مدان ومرفوض"، معتبراً "ان هذه الممارسات والاجراءات سواء في القدس واغلاق باب المغاربة واعتداءات المستوطنين وقرار بناء أربعين وحدة استيطانية جديدة (في بيت لحم) يؤكد لنا أن هذه الهجمة الاسرائيلية هدفها التصعيد ضد أي جهود دولية وخاصة ضد جهود اللجنة الرباعية لمحاولة احياء عملية السلام المتعثرة بسبب الممارسات الاستيطانية الاسرائيلية". وحذر ابو ردينة من "ان هذه الممارسات تخلق مناخا سلبيا في عموم المنطقة" داعيا اللجنة الرباعية الى "ان تتحمل مسؤولياتها لمنع حصول انفجار كبير يهز المنطقة بسبب تصعيد الممارسات الاسرائيلية". وفي غزة، اعتبرت حركة "حماس" أمس اغلاق جسر باب المغاربة بداية "عدوان على المسجد الاقصى" يتطلب "استنفاراً عربياً اسلامياً" لوقفه. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة ان "هذه الخطوة خطيرة تنم عن مخطط صهيوني بداأ بالفعل وهو العدوان على المسجد الاقصى" الامر الذي يستلزم "استنفارا عربيا اسلاميا لوقف هذا الحدث الخطير". وفي عمّان، قالت جماعة الاخوان المسلمين أمس ان اغلاق جسر باب المغاربة يشكل "عدوانا صارخا" على المقدسات في المدينة. وقال همام سعيد المراقب العام للجماعة ان "هذه الخطوة في غاية الخطورة"، مؤكدا ان "لا حل سوى المقاومة ضد هذا الكيان حتى تسلم مقدسات الأمة وبلادنا المحتلة من هذا العدوان الصارخ عليها". واضاف ان "هذه الخطوة لها ما بعدها فهي خطوة في طريق استكمال مشروع يهودية الدولة وذلك لا يتم الا بهدم المسجد الأقصى، فالكيان الصهيوني لا يتخلى عن طبيعته العدوانية ولا يتخلى عن مؤامراته ومخططاته في تهويد كامل فلسطين". وفي مسعى الى تقليص الوجود الفلسطيني في مدينة القدس، افتتحت سلطات الاحتلال رسميا فجر أمس، معبر شعفاط العسكري، قرب مدخل مخيم شعفاط، شمال مدينة القدس، ما يعني استكمال اجراءات عزل نحو 65 الف فلسطيني عن المدينة المقدسة بعد محاصرتهم بالجدار الفاصل العنصري. وكانت سلطات الاحتلال بدأت بناء المعبر الجديد على مداخل مخيم شعفاط العام 2009، على غرار معبر قلنديا، استكمالاً لمخطط الجدار الذي بدأت ببنائه في العام 2002 حول المخيم، حيث سيضطر عشرات الآلاف الى اجتياز المعبر الاسرائيلي وفي ظروف مذلة وصعبة من اجل الوصول الى مدينتهم القدس، على غرار ما يواجهه باقي ابناء الضفة الغربية ممن يحصلون على تصاريح خاصة من سلطات الاحتلال.