يعاني قطاع النقل البري من فراغ في تنظيم علاقة هذا القطاع ببقية مفاصل القطاع التجاري ..وبالرغم من الدور الذي يلعبه قطاع النقل البري خاصة نقل البضائع في حركة التجارة بين مدن المملكة المختلفة من خلال أساطيل الناقلات التي لا تهدأ حركتها ، إلا أن هذا القطاع يواجه مشاكل سوء التنظيم ، وغياب التشريعات التي تنظم علاقته بالتجار وأصحاب البضائع، فيما تشير معلومات وزارة النقل الى أن عدد التراخيص الممنوحة لشركات متخصصة في نقل البضائع بلغت 2942تصريحاً وللأفراد 89861 تصريحا، فيما قدرت مصادر صحفية أن قطاع النقل الثقيل يستحوذ على 50% من قطاع النقل بحصة تبلغ 10 مليارات ريال. معاناة دائمة بعض المتاجر ترفض الاستلام بحجة امتلاء المستودعات معاناة العاملين والمستثمرين في هذا القطاع لا تنتهي ، فمن حجز الحافلات وتكدسها لطوابير على مداخل المدن الرئيسية ، وعدم توفير خطوط سير خاصة بها ، إلى الفراغ في تنظيم العلاقة التي تؤطر تعاملاتها مع الموردين والتجار فمع بداية السنة الهجرية وفي منطقة المستودعات التجارية تكدست عشرات الناقلات التي جاءت محملة بالبضائع من المنطقة الشرقية أمام مستودع أحد المتاجر منذ الأول من محرم الحالي حيث تفاجأ أصحابها بعدم استقبال المتجر للبضائع بحجة الجرد السنوي ولا يوجد مكان في المستودع لتفريق الحمولة. مالكو الناقلات الذين يتكبدون خسائر يومية، اتجهوا للجهات المسؤولة للفصل في الموقف، دون فائدة، فالجهات الأمنية تطلب منهم التوجه لوزارة التجارة بحكم أن هذا شأن تجاري، والجهات التجارية لا تبدو لديها إمكانية للتدخل السريع رغم أن وقوف الشاحنة 10 ايام يكبدها 8 آلاف ريال، ويبقى سائقوها في العراء خوفاً من أي مسؤولية قد تطالهم إن مس أحد تلك البضائع بسوء. نواف العنزي من يسمع القصة أحد ملاك مجموعة من تلك الحافلات نواف العنزي قال: الحافلات تجمعت لدى مستودع ذلك المتجر بشحناتها، إلا أن المتجر رفض استلام البضائع بذريعة أنهم بصدد الجرد السنوي، ومرة بذريعة أن المستودعات ممتلئة. وأضاف: نحن ننتظر منذ عشرة أيام وقد تحولت ناقلاتنا إلى مستودع مؤقت لهذا المتجر، مشيرا الى أن يومية الناقلة الواحدة 800 ريال. واكد العنزي إنهم يدفعون ثمن عدم التنسيق بين المورد والمتجر، حيث أخبرهم المتجر انهم سوف يفرغون حمولات شاحناتهم اليوم، مما يعني أنهم توقفوا لأكثر من نصف شهر كمستودع مؤقت لهذا المتجر إلى أن يتم بيع بضائعه في مستودعاته. وقال: سائقون يعملون حراسا لهذه البضائع ولا ينامون الليل خوفاً عليها من السرقة، مؤكدا ذهابهم إلى أكثر من قسم شرطة دون جدوى فيما نصحهم ضابط شرطة بالاستعانة بمحاسب قانوني، مما يعني إنشاء معاملة تدور في أروقة الجهات الحكومية ولن تنتهي إلا بعد ردهة من الزمن. وطالب بالتعويض عن الأيام التي بقيت فيها الناقلات كمستودعات لهذه البضاعة والسائقون حراسا لها، مؤكدا أنه سبق أن تعرضت إحدى الناقلات للسرقة في آخر الليل عند ذات المتجر، وتحملها مالك الناقلة، مشيرا الى أن حجم البضائع الموجودة فوق الناقلات تقدر بالملايين. وقال: المشكلات التي يتعرض لها قطاع الناقلات تحد من تطوره حيث يفتقد إلى التنظيم والحماية. سائقو الشاحنات أمام أحد المستودعات سائقون في العراء من جانبه، قال محمد تركي الحسن "سائق إحدى الحافلات" إن أوضاع سائقي الناقلات المعيشية مزرية ، فهم ينامون تحت حافلاتهم منذ أكثر من عشرة أيام في هذه الأجواء الباردة ، وأكد أنه لا تتوفر دورات مياه ، ولا يستطيعون النوم بشكل جيد جراء خوفهم من عمليات السطو على البضائع. وطالب الحسن أن يراعى الجانب الأمني والجانب الإنساني في هذا الموقف. وأشار إلى أنه من الظلم أن نبقى في العراء وسط هذه الأجواء الباردة، مطالبا بسرعة إنهاء معاناتهم، فإما أن يتم تنزيل هذه البضائع أو يكتب المتجر على الفواتير أنه يريد إرجاعها لمصدرها وسنعود بها إلى المصدر في الشرقية، حيث تتعرض الناقلات في هذا الموقع للسرقات بشكل مستمر مما يشكل خوفاً كبيراً لدى السائقين. الحسن يعرض وثيقة التسليم