كشف نائب رئيس اللجنة الوطنية للنقل البري في مجلس الغرف السعودية سعيد البسامي، عن مفاوضات مع عدد من شركات التأمين ووسطاء تأمين لإيجاد بوليصة تأمين دولي لجميع سيارات النقل البري، مثل شاحنات الوقود والكيماويات، وباصات النقل الجماعي، مشيراً إلى أن قيمة بوليصة التأمين ستتحدد وفق نشاط سيارات النقل البري. وقال البسامي في حديثه ل«الحياة»، إن «هناك مناقشات بين مجلس الغرف السعودية ووزارة النقل لإقرار بوليصة التأمين الدولي على شاحنات النقل البري (البطاقة البرتقالية)، وهناك عقبات تواجه شركات النقل البري، إذ إنها تدفع التأمين مرتين لكل شاحنة عند عبور المركبات بين تلك الدول عبر المنافذ الحدودية، ما يسبب خسائر لشركات النقل البري في المملكة. وقدّر عدد شاحنات النقل البري في السعودية بنحو 170 ألف شاحنة نقل كبيرة ومتوسطة وصغيرة، ويبلغ الاستثمار في قطاع النقل البري 70 بليون ريال، إذ يعد النقل البري استثماراً كبيراً جداً، ويجب الاهتمام به، مبيناً أن وزارة العمل تطالب بنسبة سعودة تراوح ما بين 10 و12 في المئة، ونحن في اللجنة الوطنية للنقل البري نطالب بألا تتجاوز نسبة السعودة 5 في المئة، وذلك لعدم وجود سائقين سعوديين مؤهلين، فهناك عزوف من الشباب السعودي عن العمل في مجال قيادة سيارات النقل الثقيل، على رغم أن رواتب سائقي النقل الثقيل تصل إلى خمسة آلاف ريال من دون الحوافز. وأضاف البسامي أن «عدد السعوديين الحاصلين على التراخيص العمومية لا يتجاوز 27 ألفاً، وهناك حاجة في سوق النقل البري لأكثر من 170 ألف سائق شاحنة»، مؤكداً أن هناك نقصاً في عدد قائدي سيارات النقل الثقيل على مستوى العالم، وذلك لما يحظى به هؤلاء من مميزات تقدم لهم من الدول الأوروبية، «وهناك محادثات منذ ثلاثة أشهر مع مؤسسة التدريب المهني لإيجاد معهد لتدريب الشباب السعودي على قيادة سيارات النقل الثقيل». من جهته، أوضح مدير إدارة تأمينات الأفراد في شركة ملاذ للتأمين أحمد الرقيبة، أن بوليصة التأمين على سيارات النقل البري ستراوح ما بين 700 و1500 ريال، إذ تتوقف قيمة البوليصة على نوع المركبات وحجمها ونوعها وحمولتها واختلاف مسار النقل من منطقة إلى أخرى. وأكد الرقيبة ل«الحياة» أنه سيكون هناك اختلاف بين بوليصة الشاحنات الناقلة للوقود والشاحنات الأخرى، وذلك لارتفاع نسبة الخطورة في شاحنات الوقود. واتفق نائب المدير العام لشركة «أر أف أي بي» السعودية لوساطة التأمين ناجي التميمي، مع الرقيبة بشأن اختلاف قيمة بوالص التأمين، وقال: «سعر بوليصة التأمين سيكون متفاوتاً بدرجة كبيرة نظراً لطبيعة المخاطرة وتاريخ صاحب المركبة أو سائقها مع الحوادث، لأن مخاطر التأمين على شاحنات نقل المواد البترولية والسريعة الاشتعال تختلف عن غيرها، وكذلك الحافلات المدرسية ذات التردد المنخفض تختلف عن الشاحنات التجارية كثيرة التردد والحركة، وسيارات الأجرة التي مخاطرها عالية». وأضاف التميمي ل«الحياة»: «تشترط شركات التأمين في العادة أقساطاً مرتفعة، غير أنه من المعروف أن الشاحنات التي تتبع وسائل سلامة عالية وتدار بمهنية تحصل على أسعار مفضلة، والعكس صحيح، ونجد هذا ملفتاً لدى السيارات التي تعمل داخل مواقع شركة أرامكو، إذ تحصل على خصومات عالية جداً لتوافر وسائل سلامة وانضباط تختلف عمّا سواها. وزاد: «من الممكن تمديد التغطية لتأمين السيارات لتشمل البضائع أو الشحنات المحمولة على الشاحنة، إذ إن الوثائق الحالية تستثني هذه التغطية، ولكن يمكن الحصول على هذه التغطية الإضافية بوثائق تأمين مستقلة عن تأمين السيارات تحت مسمى تأمين الشحنات المنقولة أو مسؤولية الناقل».ونبه إلى أن هناك اعتقاداً سائداً بأن وثيقة السيارات المطروحة في السوق من غالبية شركات التأمين كافية لتغطية معظم المخاطر التي قد يتعرض لها صاحبها أثناء النقل.