الدورة الخامسة للمنتدى التي تلتئم خلال الأيام القادمة ستكون دورة فاصلة في مسيرة المنتدى الذي طوى عقده الأول طبقا لما كان مرسوماً ضمن الخطة التي وضعتها الغرفة باعتبارها الجهة المرجعية المؤسسة لمشروع المنتدى وفكرته الطموحة . لقد نجح في شق طريق جديد ووضع اللبنات الأولى لمنهج بحثي وفكري ساعد المجتمع الاقتصادي علي نحت مفردات جديدة رفدت الخطاب الاقتصادي بلغة تتسم بالصراحة والشجاعة في تحليل القضايا البنيوية والهيكلية لأكبر الاقتصادات في المنطقة . ولاشك أن القضايا التي عالجتها دراسات المنتدى في دوراته السابقة مثل البيئة العدلية والثروات السيادية والموارد البشرية ومكافحة الفساد والمعادلة بين الإنتاج الغذائي والمخزون المائي .. الخ ، تشكل نتائجها وتوصياتها خلفية هامة ومرجعية عندما يراد بناء قاعدة ذات أساس متين للنقد الذاتي والموضوعي لحركة اقتصادنا الوطني واستجلاء الأهداف المشتركة بين القطاعين الحكومي والأهلي نحو تعظيم العائد الكلي وتنقية بيئة العمل من كل شائبة . إن المنتدى الذي يتأهب الآن لتقديم وجبته الخامسة التي ستكون مثل الدورات السابقة من الدراسات الخاضعة لذات المنهجية والشروط العلمية قد أصبح الآن يتمتع بالأهلية العلمية والجاهزية إذا توفر السند المادي والمعنوي ليتحول إلى مركز للفكر الاستراتيجي يرفد خطط الدولة الطويلة والمتوسطة بالرؤية والمعرفة والمعلومات الحديثة والموثوقة . إننا اليوم بحاجة فعلاً إلى مثل هذه المراكز الاستراتيجية التي تتمكن من استقراء اسبقيات المستقبل وبناء إطار فكري ومرجعي يوفر الوعاء الذي ينهل منه المحللون والخبراء في كل ما يتصل بتطورنا الاقتصادي والاجتماعي وتوجيه أضواء كاشفة للمختصين والخبراء ليتمكنوا من رسم ملامح المستقبل. * عضو مجلس ادارة غرفة الرياض ، عضو مجلس امناء المنتدى