ترددت أصداء الإعلان الرسمي لتأسيس شراكة بين شركتي أرامكو وداو كيميكال بقوة لدى الصناعيين في أنحاء العالم ولاسيما في أسواق البتروكيماويات الأوروبية التي وصف محللوها الصفقة كأضخم تحالف استراتيجي بين أكبر شركتي نفط وبتروكيماويات في العالم ما نتج عنه اختيار الرئيس التنفيذي لشركة داو كيميكل (أندرو ليفريس) كثاني أفضل قيادي نفوذاً وتأثيراً في العالم من بين أكبر (40) شخصية قيادية في قطاع البتروكيماويات والكيماويات دولياً حسب تصنيف أعلنته أمس مجلة (آي سي آي إس) العالمية المتخصصة المرموقة في صناعة البتروكيماويات. واعتمد تصنيف اختيار الرجل لهذه المرتبة المشرفة لمساهمته المؤثرة في وضع حد فاصل لهذا المشروع الذي كاد أن يتعثر منذ عام 2007 بعد أن كان مقررا بناؤه في راس تنورة وما صاحب المفوضات من تحديات وعقبات تكللت بكل نجاح بعد اعتماد نقل المشروع إلى الجبيل الصناعية، هذا فضلاً عن مقدرة شركة داو من وضع حد لمشكلة مشروعها المماثل في الكويت الذي تم إلغاؤه من الجانب الكويتي الأمر الذي ترتب عليه لجوء شركة داو لرفع دعوة قضائية والمطالبة بمبلغ 2.5 مليار دولار كتعويض مقابل إلغاء المشروع. وقد عوضت شركة داو مشكلة إلغاء مشروعها في الكويت الذي قدرت استثماراته بمبلغ 19 بليون دولار بالدخول بالتحالف القوي مع ارامكو لبناء أكبر مجمع بتروكيماوي في العالم بالجبيل الصناعية بتكلفة 20 بليون دولار وهو ما يشكل ميزة تنافسية كبرى للشركة الأمريكية باستفادتها التامة من وفرة ورخص أسعار الغاز السعودي فضلا عن وفرة الغاز الصخري في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وما يؤكد نجاح الصفقة قدرة المجمع على تحقيق إيرادات سنوية تبلغ 10 بلايين دولار في غضون خمس سنوات من تشغيله مع تحقيق إجمالي ربح مؤكد بمقدار 500 مليون دولار لكل شرك ومن المقرر بدء باكورة وحداته إنتاجها في النصف الثاني من عام 2015م وأن تكون جميع وحدات المجمع البالغة 26 وحدة قد دخلت في طور التشغيل عام 2016م. ووضع ليفريس نصب عينه بأن الميزة لا تغدو فقط وفرة اللقائم بل أيضاً ميزة الطاقة، من حيث هياكل التسعير في قطاع الغاز الطبيعي وزيت الوقود المستخدمة للطاقة، إضافة إلى استفادة المشروع من الغاز الحجري الأمريكي المدعم بوحدة تكسير الإيثان في تكساس التي ستبدأ إنتاجها عام 2017 إضافة إلى إعادة تكسير وحدة في لويزيانا أواخر عام 2012، وكذلك بناء وحدة بروبلين باستخدام الإيثان كمادة وسيطة بحلول عام 2015. وإلى ذلك بدأت أعمال نشطة مكثفة في موقع شركة صدارة للكيميائيات بالجبيل2 حيث تتولى شركة "فلور" الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد والإدارة للمرافق ومنشآت خارج الموقع وفق عقد موقع بمبلغ 7.5 مليارات ريال. وتشمل نطاق مسئولياتها إنشاء خط أنابيب بطول 6 كيلومترات ليربط بين كافة التجهيزات بالمجمع. فيما تتولى شركة ديليم الكورية الجنوبية أعمال إنشائية أخرى لبناء أحد المعامل العاجلة بتكلفة 4 مليارات ريال. وكانت الشركة قد بدأت شن حملة توظيف ضخمة للسعوديين في كافة التخصصات والمؤهلات الدراسية المختلفة سعياً لاستقطاب 4 آلاف موظف مباشر فيما من المخطط أن تهيئ الشركة 13.400 وظيفة غير مباشرة من خلال شركات المقاولين.