أعلنت شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" وشركة داو كيميكال كومباني أمس تأسيس شركة صدارة للكيميائيات باستثمارات تبلغ 75 مليار ريال في مدينة الجبيل. وجاء قرار مجلسي إدارة الشركتين بتأسيس مشروع مشترك لإنشاء وتشغيل مجمع كيميائيات متكامل عالمي في مدينة الجبيل الصناعية الذي سيحمل اسم "شركة صدارة للكيميائيات"، بعد إجراء دراسة جدوى شاملة للمشروع وتنفيذ الأعمال الهندسية الأولية والتصميمية التي ترتبط به والتي بدأت منذ عام 2007م. وسيكون هذا المجمع الذي يضم 26 وحدة تصنيع ويستفيد من خبرات أرامكو السعودية في مجال إدارة وإنجاز المشاريع إلى جانب العديد من التقنيات الحديثة المملوكة لشركة داو، واحداً من أكبر مرافق إنتاج الكيميائيات المتكاملة في العالم وأكبر مرفق من نوعه يتم بناؤه في مرحلة واحدة، كما سيتميز المجمع بمرونة عالية قادرة على تكسير مجموعة كبيرة من أنواع اللقيم، وسينتج أكثر من 3 ملايين طن متري من المنتجات الكيميائية واللدائن عالية الأداء والقيمة تتيح له الاستفادة من الأسواق سريعة النمو في مجالات الطاقة والنقل والبنية الأساسية والمنتجات الاستهلاكية. ومن المقرر أن تبدأ أعمال الإنشاء على الفور على أن يبدأ تشغيل وحدات الإنتاج الأولى في النصف الثاني من عام 2015م، بحيث تكون جميع الوحدات قد اكتملت ودخلت في طور التشغيل في 2016م، ويتوقع أن يحقق مشروع (صدارة) في غضون عدة سنوات من بدء التشغيل عائدًا سنويًا يبلغ 10 بلايين دولار، وأن يوفر الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة من خلال الاستثمارات في المجمع نفسه والمصانع التي ستقام في مجمعات الصناعات التحويلية المرتبطة به. وأكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح أن هذا المشروع يمثل نقلة متميزة في استراتيجية أرامكو السعودية الطموحة الرامية لتحقيق النمو في قطاع الصناعات اللاحقة التي تشمل التكرير والكيميائيات والتسويق، معبرا عن سروره بأن تكون شركة "داو" هي الشريك في المشروع لما تتمتع به من سجل رائع من النجاح واسم رائد في مجال الكيميائيات، كما ستوفر داو لمشروع (صدارة) المشترك مجموعة متميزة من تقنيات المنتجات التحويلية وقدرات تشغيلية وتسويقية عالمية تكمِّل نقاط القوة التي تتمتع بها أرامكو السعودية، باعتبارها أكبر مورد متكامل للطاقة والمشتقات البترولية في العالم إنتاجاً وموثوقية. وقال الفالح: إن العديد من منتجات (صدارة) ستكون مواد تنتج لأول مرة في المملكة، وسيقوم هذا المشروع بدور رئيس في توفير التنوع الصناعي والاقتصادي في المملكة، وفي الوقت نفسه سيسهم في إيجاد آلاف الوظائف المتميزة ويتيح لنا تحقيق تطور كبير في الصناعات التحويلية المحلية، مما يدعم طموح المملكة في أن تصبح مركزاً لجذب الاستثمارات في مجال تصنيع المنتجات التحويلية التي تحقق قدراً كبيراً من القيمة المضافة للموارد الهيدروكربونية. ويبلغ إجمالي الاستثمارات في المشروع بما في ذلك استثمارات الأطراف الأخرى نحو 75 مليار ريال، ومن المقرر أن يكون مشروع (صدارة) مشروعاً تملكه كل من أرامكو السعودية وشركة داو بحصص متساوية بعد طرح جزء من أسهمه للاكتتاب العام مستقبلاً، وإلى جانب إسهامات الشريكين في رأس مال المشروع؛ ستوفر وكالات الائتمان للتصدير والمؤسسات المالية قروضاً تمويلية للمشروع. من جانبه قال أندرو ليفريس رئيس مجلس إدارة شركة داو وكبير إدارييها التنفيذيين إن إعلان اليوم هو خير دليل على التزام شركة داو المتواصل بتنفيذ استراتيجيتها في مجال النمو، فهذه الشراكة المتميزة تجسد نموذج الملكية الاقتصادية الصحيح مع الشريك المناسب، حيث تهدف هذه الشراكة إلى اغتنام فرص النمو في القطاعات سريعة النمو في مجال الطاقة والنقل والبنية الأساسية والمنتجات الاستهلاكية من خلال إنشاء مركز تصنيعي يوفر مجموعة من المنتجات المتنوعة ويحقق ميزة في مجال التكلفة. وأضاف ليفريس "إننا نساهم في (صدارة) بأفضل ما لدى داو من منتجات متفوقة تقنياً ورائدة عالمياً، وسيستفيد العملاء في المناطق الناشئة، كالصين والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وأفريقيا، من وجود مورِّد قوي يتمتع بالتكامل في مجال اللقيم ويملك قدرات تسويقية وتوريدية وتقنيات متطورة وموارد تنمو كلما زاد الطلب من قبلهم، وإجمالاً فإن المشروع سيحقق لداو قدراً كبيراً من الإيرادات الجديدة". وسيضم المجمع وحدة "تكسير" عالمية المستوى قادرة على تكسير مجموعة كبيرة من أنواع اللقيم التي سيتم الحصول عليها من خلال ما تملكه أرامكو السعودية من بنية أساسية ضخمة ومتكاملة للمواد الهيدروكربونية، ومن خلال الاستعانة بقدرات أرامكو السعودية في إدارة وإنجاز المشاريع وما تمتلكه شركة داو من تقنيات متطورة لإنتاج المنتجات، ستنتج وحدات التصنيع مجموعة كبيرة من المنتجات عالية الأداء، كالبولي يوريثان (آيسوسيانات وبولي إيثير بوليولز) وأكسيد البروبيلين وغليكول البروبيلين والإيلاستومر والبولي إيثيلين منخفض الكثافة الخطي وغير الخطي وغليكول الإيثير والأمينات. وتجدر الإشارة إلى أن مشروع (صدارة) سيكون مسؤولاً عن تسويق المنتجات داخل نطاق منطقة تضم ثماني دول، فيما ستقوم شركة داو بتسويق وبيع المنتجات بالنيابة عن (صدارة) في جميع الدول خارج منطقة الشرق الأوسط.