واجهت شركة داو الأمريكية المصنفة كثاني أكبر شركة بتروكيماوية في العالم بمبيعات بلغت 45 بليون دولار في عام 2009م صنوفا شتى من المشكلات المعقدة والأزمات المريرة والنكبات المدمرة التي كادت أن تعصف بكيانها العريق في أحلك الظروف، وذلك ابان الأزمة المالية العالمية التي أربكت عمليات الشركة في وقت كانت الشركة على أعتاب استحواذات ضخمة فشلت إحداها. وتابعت "الرياض" فحوى تلك المشكلات والسبل المنتهجة من قبل داو للتصدي لها والتغلب عليها، وأتى في مقدمة الأزمات تورط الشركة في ضرورة إتمام الاستحواذ على شركة (روم وهاس) للكيماويات المتخصصة بمبلغ 15.5 بليون دولار والتي كانت قد وقعت اتفاقا مسبقا لشرائها قبل اشتعال فتيل الأزمة المالية واضطرت الشركة لإتمام الصفقة عام 2009م وسط محاولات يائسة وغير ناجحة في التفاوض لخفض السعر، إلا أن الشركة استطاعت أن توفر مبلغ 9 بلايين دولار نقدي من المشاركة المتعثرة مع شركة الصناعات البتروكيماوية الكويتية التي انسحبت من المشروع الذي قدرت تكلفته ب19 بليون دولار والذي تم إلغاؤه وسط نزاع قائم بين الطرفين. وصارعت شركة داو للصمود والانتقال من حافة الكارثة المالية وتحديداً أوائل 2009م حينما هوت أسهمها إلى مواقع القوة في عام 2010 بعد أن اتخذت خطوات جريئة جداً أدت الآن إلى تحول كبير، حيث لجأت إلى بيع أصول تقدر بمليارات الدولارات وخفض تكاليف التشغيل وتقليص حجم الديون لتتحسن بذلك النتائج المالية بشكل كبير حيث تضاعف صافي أرباح الربع الثالث لعام 2010 لتبلغ 705 ملايين دولار مع زيادة حجم المبيعات بنسبة 23% لتبلغ 12.9 بليون دولار، إضافة إلى تقلص حجم الديون المحملة في عام 2009 من 26 بليون دولار إلى 18 بليون دولار. وتمكنت الشركة أيضاً من زيادة إجمالي أرباحها قبل خصم الفوائد والضرائب من 5.5 بلايين دولار في عام 2009 إلى معدل 8 بلايين دولار خلال الربع الثالث من عام 2010 في الوقت الذي تخطط لتصعيد حجمها إلى 10 بلايين دولار على المدى القصير و15 بليون دولار على المدى الطويل. واستفاد قطاع البلاستيك للشركة من ثورة الغاز الصخري بالولايات المتحدةالأمريكية ومن وفورات الغاز الطبيعي المتدفقة التي ساهمت في تأجيج الميزة التنافسية المستدامة للشركة في الوقت الذي تعتزم فيه تصعيد طاقة تكسير الإيثان في خليج المكسيك بنسبة 30% خلال السنوات الثلاث المقبلة. وقررت الشركة التشبث بمشاريعها البتروكيماوية المشتركة حول العالم سعياً نحو إحداث نقلة في نوعية منتجاتها والتركز على المنتجات ذات الجدوى الاقتصادية والأكثر طلباً والأرفع سعراً مثل المنتجات المتخصصة مقابل سرعة التخلص من المنتجات التي من الأرجح أدت إلى تضاؤل وضعف اقتصادياتها واستخداماتها خلال العامين القادمين مثل البولي إثيلين عالي الكثافة والبولي بروبلين، فيما سوف تحتفظ الشركة بالبولي ايثيلين منخفض الكثافة والبولي إثيلين المنخفض الكثافة الخطي. واتخذ الرئيس التنفيذي لشركة داو كيميكل أندرو ليفريس الذي صنف أفضل قيادي في صناعة البتروكيماويات في ذروة الأزمات والشدائد أمام المبادرة في صياغة خطة إستراتيجية محكمة لضمان قوة استثمارات وصناعات الشركة تحت طائلة مختلف الظروف المتقلبة والدورات الاقتصادية غير المستقرة تعتمد على الاستثمار في تطوير التقنيات والتكنولوجيات وزيادة اعتمادات البحث والتطوير والتركيز على الطاقة البديلة وعمل إصلاحات تنظيمية لتقليل الضرائب والسيطرة على ارتفاع التكاليف القانونية.