تصنع وزيرة الثقافة في الجزائر خليدة تومي الجدل في بلادها بعد تسريبات وصلت الصحافة الجزائرية نقلت جزءا من حديث دار بينها و بين نائب عن حزب إسلامي نقاش حاد داخل البرلمان يتهمها بإهدار موازنة قطاع الثقافة و تبادر هي بالردّ عليه قائلة له " عندما تصل السلطة إفعل ما شئت ، سوف أناضل حتى لا يصل الإسلاميون إلى الحكم " و بدأت أمس أولى ردود الفعل من ممثلي التيار الإسلامي ، جاءت على لسان الأمين العام ل " حركة النهضة " المحسوبة على التيار الإخواني ، فاتح ربيعي " الذي طالب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ب " إقالة وزيرة الثقافة ". واعتبر زعيم النهضة في تصريح لصحيفة " البلاد " الجزائرية القريبة من الإسلاميين في الجزائر أن تومي أهانت الدولة ، وتطاولت على الإسلام من تحت قبة البرلمان لأنها كانت تؤدي وظيفتها هناك كممثلة عن الدولة الجزائرية " و تعيد حادثة البرلمان ، وزيرة الثقافة الجزائرية ، إلى سنوات الثمانينيات والتسعينيات عندما كانت واحدة من أبرز نشطاء الحركة البربرية في الجزائر ، قبل انضمامها إلى الحزب البربري العلماني المتطرف " التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية " ( الأرسيدي ) لزعيمه سعيد سعدي بعد دخول البلاد عهد التعددية الحزبية العام 1989 . و تسجّل خليدة تومي ( 53 ) المعروفة من قبل باسمها النضالي " خليدة مسعودي " في مسارها العديد من المواجهات مع التيار الإسلامي في الجزائر بالأخص ضمن نشاطها في " لجنة إنقاذ الجزائر " 1992 التي أسسها مثقفون وسياسيون ونقابيون لدعم قرار إجهاض المسار الانتخابي الذي فاز فيه الحزب المحل ّ الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، وعندما كانت نائباً في البرلمان ، وكثيرا ما كانت تومي تتهم السلطة بالتحالف مع الإسلاميين ، واشتهرت بنضالها من أجل المساواة بين المرأة و الرجل ضمن الحركة الفيمينزمية ّ راشدة " التي أسستها نهاية الثمانينات . وتوجد خليدة تومي على رأس قطاع الثقافة منذ العام 2002 ، أي سنة بعد انشقاقها عن ( الأرسيدي ) و إقصائها منه على خلفية انقلابها على الخط السياسي للحزب و قبولها المشاركة في الحكومة بعد تعيين بوتفليقة لها وزيرة للثقافة .