كشفت صحيفة "النهار" الجزائرية، في عددها أمس الخميس، أن مصالح الأمن الجزائرية تمكنت من إحباط محاولة اغتيال كانت ستتعرض لها وزيرة الثقافة خليدة تومي . وذكرت الصحيفة استنادا إلى مصادر أمنية وصفتها ب "الموثوقة" أن قوات الأمن نجحت في إلقاء القبض على احد أهم عناصر تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وبحوزته مخططا كان تنظيم الجماعة السلفية سابقا يستعد لتنفيذه يتضمن أهم النقاط التي تمكن من الوصول إلى الوزيرة . وفيما لم تقدم الصحيفة تفاصيل أكثر عن عملية الاعتقال وكيف تمت ولا هوية الإرهابي الذي كان يستعد لتنفيذ مخطط الاغتيال، ولا المنطقة التي ينحدر منها ولا تاريخ التحاقه بصفوف الجماعات المسلحة، فإن المخطط الذي كان يستهدف اختطاف واغتيال وزيرة الثقافة الجزائرية إن تم تأكيده رسميا من قبل السلطات الأمنية المختصة وعلى رأسها وزارة الداخلية، يعد الثاني من نوعه بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت موكب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمنطقة باتنة ( 430كلم شرق العاصمة) في سبتمبر/ أيلول 2007، والثاني في سجل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ التحاقها نهاية العام 2006بتنظيم القاعدة لأسامة بن لادن . وتعد خليدة تومي، التي عرفت قبل دخولها الجهاز التنفيذي لأول مرة العام 2002كناطق رسمي باسم الحكومة ووزيرة للاتصال والثقافة ثم وزيرة للثقافة منذ العام 2004إلى يومنا هذا، باسم خليدة مسعودي، وظل هذا الاسم مرتبطا بمسيرة نضالية حافلة عرفت بها الوزيرة الحالية في حكومة عبد العزيز بلخادم بمواقفها المدافعة عن حقوق المرأة، حيث ظلت صوتا "فيمينزميا" خالصا ومن المعارضات الشرسات لقانون الأسرة قبل التعديلات التي أدخلت عليه مؤخرا، بالأخص فيما يتعلق بموضوع المساواة بين الرجل والمرأة ومسائل أخرى ذات العلاقة مثل تعدد الزوجات والميراث والولّي والطلاق، قبل أن تدخل عالم السياسة من أبوابه الواسعة خلال نشاطها النضالي في صفوف الحزب البربري العلماني "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" (الأرسيدي)" وتنتخب نائبا في الغرفة التشريعية الأولى ممثلة لذات الحزب، وتتحول إلى واحدة من الوجوه التي ظلت لفترة طويلة تحسب على التيار الاستئصالي والفرنكفوني العلماني، والمعارضة الشرسة لوصول الإسلاميين إلى السلطة، حيث انشأت العام 1992مباشرة بعد إجهاض المسار الانتخابي الذي فازت به الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، ما يسمى بالفرع النسوي ل "اللجنة الوطنية لإنقاذ الجزائر" التي عارضت من خلال التظاهرات والبيانات تأسيس ما يسمى بالدولة الإسلامية . وفاجأت خليدة مسعودي الأوساط الإعلامية والسياسية والحزبية في الجزائر عندما قبلت المشاركة في الحكم وهي التي ظلت من المعارضين الشرسين للنظام في الجزائر، وتحولت إلى مدافعة عن الوئام المدني والمصالحة الوطنية إلى جانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ما أدى إلى فصلها من صفوف الحزب الذي كان وراء بروزها سياسيا وإعلان الخصومة مع زعيمه الأول الدكتور سعيد سعدي .