حذّر رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الشعوب العربية من خطر الفوضى الذي يهدد الاستقرار والأمن السلمي الأهلي عاداً ذلك تحدياً يستلزم من الجميع اقصى درجات الوعي والإدراك له مع ضرورة الاهتمام بجيل الشباب وحمايته من الانجراف في تيار الجريمة والإرهاب وطالب ميقاتي خلال لقائه وتكريمه مساء امس الأول بقصر السرايا للمشاركين في المؤتمر الخامس والثلاثين لقادة الشرطة والامن العرب المنعقد في بيروت بدراسة متأنية لكيفية التعامل مع النزاعات التي تبرز في عالمنا العربي والذي وصفه بأنّه تحدّ لا يقل اهمية عن التحدي الذي واجهناه في المرحلة السابقة عندما كان الإرهاب يضرب استقرارنا . واعتبر رئيس الوزراء ميقاتي ان هذا المؤتمر يكتسب أهمية مضافة في هذه المرحلة نظراً لما نشهده من تهديدات لا تمس فقط امن واستقرار الدول العربية وتقدمها ويأتي في مقدمة هذه الجرائم الإرهاب الذي ضرب مما يستدعي استنفار كل الأجهزة المعنية إضافة إلى تنسيق الإجراءات الى اقصى حدودها القانونية العربية لمنع تمدّده وانتشاره وواصل قائلاً: وبالتوازي ينبغي علينا جميعاً الاهتمام بالمواطن العربي لا سيّما جيل الشباب وإبعاده عن كل العوامل التي تؤدي الى الانحراف في تيّار الجريمة والإرهاب وغيرها وهذا لا يأتي إلاّ بتوفير فرص عمل للشباب والحد من الفقر وتنمية المناطق المحرومة وتطبيق مبدأ العدالة على كل ما نقوم به من خطوات ومشاريع وانجازات. واكد ميقاتي ان العالم العربي اليوم يمر بظروف دقيقة جداً تتطلب منا اعلى درجات الوعي والإدراك للأخطار المحدقة بشعوبنا لأن خطر الفوضى يهدّد الاستقرار والأمن والسلم الأهلي وهذا ما يدعونا الى دراسة متأنية لكيفية التعامل مع النزاعات التي تبرز في عالمنا العربي وهو تحدّ لا يقل اهمية عن التحدي الذي واجهناه في المرحلة السابقة عندما كان الإرهاب يضرب استقرارنا. ان هذا العمل يتطلب منا ادراكاً للحقائق الموضوعية المماثلة.امامنا وعدم تجاهلنا لها على العكس التعاطي معها بمسؤولية وواقعية لأن محاولة التأجيل لأسباب مختلفة او التقليل من اهمية طموحات الشعوب للتغيير لا يؤجّل الحلول الممكنة اليوم بل يجعلها صعبة المنال غداً لأن الأحداث تكون قد تجاوزتنا من هنا مسؤولية قادة الشرطة العرب في استشراف ما هو آت وتقديم الحلول والإجراءات المناسبة الى السلطة السياسية التي عليها تحمّل مسؤوليتها كاملة بجرأة وواقعية. وبين ميقاتي حجم التحديات التي مرت بها بلاده قائلاً: لقد مررنا في لبنان بتحديات كثيرة وقامت الأجهزة الأمنية اللبنانية بدور اساسي في مواجهتها وتجاوز مخاطرها وشكّل التعاون التنسيقي فيما بيننا نموذجاً يحتذى على صعيد حماية الاستقرار ومكافحة الجريمة والإرهاب وحماية لبنان من العدو الإسرائيلي عبر كشف العديد من شبكات التجسس التابعة له وقد اثبتت هذه الأجهزة - لا سيما منها قوى الأمن الداخلي- فاعليتها على صعيد حماية الأمن الوطني من دون تمييز بين منطقة واخرى وباتت هذه القوى بين سائر الأجهزة الأمنية الأخرى تمثل شبكة امان في كل لبنان. ونحن اليوم نسعى الى تعزيز الاستقرار السياسي من اجل ان يكون جسر عبور الى الاستقرار الأمني الدائم وذلك من خلال الحوار السياسي الذي لا يشكل مظلّة لحماية السلم الأهلي الذي هو تابع للتطور الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي والرخاء وقد تحقق في لبنان من خلال الوفاق الوطني بين الأبناء وارساء المصالحة الوطنية الشاملة والإصلاحات الدستورية الضرورية للتجدد ومواكبة تطلعات اللبنانيين يصحّ ايضاً في الدول العربية الشقيقة التي طورت حقوقها الى التقدم والتطور والحرية. وختم رئيس الوزراء ميقاتي كلمته بدعوته الى اقصى درجات التعاون بين أجهزة الأمن العربي وتبادل الخبرات بهدف قطع الطريق امام المشاريع التي تهدد السلم الأهلي في العالم العربي مشدداً على اهمية احترام الحريات العامة والممارسات الديموقراطية التي تحفظ للناس حقهم في التغيير من دون ان ان تشكل خطراً على الأمن والاستقرار.