ماذا يمكن أن نقول في الفيس بوك وهو وسيلة تواصل عصرية تسلي وتقرب البعيد يعشقها جيل الشباب ويحاول جاهدا الأكبر منهم سنا اتقانها أو التعامل معها. لأن أتطرق لفوائدها ولا القلق او الضرر الذي يمكن أن تتسبب فيه لكني سأسرد عليكم قصة سمعتها من صاحبتها شخصياً فقد تجدون فيها شيئا ينفعكم؟! تقول السيدة الفاضلة أعتبر نفسي من المحظوظات لأني وقبل أن تبدأ أزمة الخادمات ومنع الاستقدام من بعض الدول التي اعتدنا عليها وصلت خادمتنا وهي شابة مسلمة متحمسة للعمل، لم أكره صغر سنها لأني دائما أرى في الشباب بركة ، مضت أشهر والخادمة تعمل لدينا بجد واجتهاد كنت أحمد فيها الله على كل يوم يمر وأنا أجد فيه من يساعدني ويحمل جزءا من مهام البيت التي لا تنتهي وغيري يشتكين ويدفعن مبالغ كبيرة لخادمات مؤقتات أو لنقل الكفالة. وأنا لا أمدح نفسي لكني كنت قطعت على نفسي عهدا على ان أجعل الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لي في تعاملي مع الخدم، وبعد أن شاهدت فيلماً حديثا عن الخدم(The Help ) يتحدث فيه عن معاملة الأمريكان للخادمات السوداوات في حقبة سابقة زادت قناعتي بأن السيد قد يغفل بقصد أو بغير قصد حقوق خادمة لذا حرصت جاهدة على المحافظة عليها حتى صدمت بشيء لم أتوقعه! كنت ألحظ على الخادمة بعد أشهر من العمل أنها تصحو أحيانا متأخرة عن وقتها المعتاد وتغيب في أحيان أخرى في غرفتها لأسباب أجهلها ،لكنني لم أجتهد في معرفة السبب لأني أقنعت نفسي بأنه لا يوجد شخص كامل وكل ما يأتي منها بركه. اضطررنا للسفر في إجازة قصيرة فتركت الخادمة عند أختي وبعد أن عدت أخذتني أختي جانباً وهي تحدثني بأمر اكتشفته في خادمتي ولم تشأ التصرف لحين مجيئي، فماذا تراه ما اكتشفته؟ أخبرتها خادمتها بأن خادمتي لديها جهاز هاتف نقال حديث ومتطور وانها تقضي بواسطته ساعات على الفيس بوك ! لم تتغير ملامحي ولم أتأثر فقد سمعت بهذه الوسيلة وأرى ابنائي يتعاملون معها ولعلها مثلهم تستخدمه للتواصل مع أهلها وأصحابها ، هزتني أختي مستغربة ألا تعرفين ماهو الفيس بوك؟ ألا تدرين بأن فضيحة قد تطالك إذا ما كانت تسيء استخدامه ألا تعرفين بأنك وبيتك مكشوفان للعالم به! ساورني القلق فلجأت لابنتي استشيرها ف(أجابت ولايهمك يا ماما نبحث عنها فيه ونراقبها) أخذنا وقتاً حتى عثرنا عليها من بين عشرات يحملن اسمها ، ومن بعدها لم أذق النوم وصار شغلنا الشاغل متابعتها أنا وابنتي الكترونيا ، لماذا لأنها صدمتنا وما رأيته في صفحتها كانت مفاجأة! لم نفهم كثيرا ماكانت تكتبه لكن الصور كانت كافية ، كانت تضع صوراً لأبنائي لتتحدث عن عائلتي ربما ، صورا خارجية لبيتي وداخلية وتقارير مصورة عن كل نشاط يحدث في بيتي فتصور صواني الضيافة وموائد الطعام وصورا لأطفال عائلتنا مع خادماتهم وصورا أخرى شخصية لها لم أستسغها. احترت فيما أفعله معها ، فواجهتها ولم تنكر وبأدب جم ذكرت لي انها ستمحو كل الصور التي أزعجتني ولن تستخدمه الا في التواصل مع أهلها ، ومرت أسابيع لكنّ صورا أخرى غير السابقة كانت تظهر في حسابها، فماذا أفعل معها ؟ اضطررت لأخذ الجهاز منها والتعهد لها بأني سأعيده إليها لاحقا فغضبت وتعكر مزاجها، وبدأنا حرباً نفسية معها وبعد حين من المراقبة الدؤوبة والبحث ،اكتشفنا أنها لا تزال تجد لها طريقة للوصول للفيس بوك ، هل هو عناد الشباب والمثابرة ، أم أنه حق لها تحاول استرداده حقيقة لا أعلم لكني لم أستطع تفويت الأمر فلجأت لحل آخر...(يتبع)