في المقال السابق كنت قد ذكرت لكم أن السيدة لم تستطع تقبل استخدام خادمتها الشابة للفيس بوك ونشرها صوراً وأخباراً عن حياتها معهم في صفحتها على الفيس بوك! تقول في سردها لقصتها (... لم أشأ ولم أختر أن أكون في مواجهة محرجة مع الخادمة وأنا محتاجة لها أولا وتتنازعني مشاعر عدة، إنسانية باحترامي لإنسانيتها وحقوقها وأمنية لخوفي الفطري علي بيتي وأسرتي من أي ضرر يمكن أن تتسبب فيه بقصد أو بدون قصد. وما زاد الأمر صعوبة أن الأمر قد اتسع ليطال من حولنا فمن خلال تتبعنا لحسابها على الفيس بوك كانت هنالك خادمات أخريات لأقارب لنا، فوجدت نفسي مضطرة لإخبار أهل البيوت المبتلاة معنا بما اطلعت عليه، خصوصا وأن إحداهن كانت تحمل ليستة مطولة من الأصدقاء من جنسيات مختلفة وبدا لي الوضع مقلقاً ومن الواجب الحذر أمنيا على الأقل. قمت بما أملاه عليّ ضميري وأطلعتهن على ما لديّ من معلومات حول خادماتهن، هل كنت أبحث لي عن عزاء باطلاعهن أم أني كنت أحاول أن أبحث عن حلول للمشكلة من خلالهن؟ بعضهن بدا مصدوما ومنهارا وأخريات تقبلن الصدمة بواقعية وشكرنني على تحذيرهن. ممن أخبرتهن شكلت فرقة طوارىء إن صح التعبير تتكون مني ومن امرأتين أخريين وابنتي المتحمسة كانت تفينا بالتقارير، ناقشنا طرقا عدة ثم سكنت كل واحدة منا للحل الذي لجأت له، وأراحها ولو ظاهرياً بعد أن واجهنا الخادمات باستيائنا من استمرارهن في الفيس بوك . إحدانا لجات لزوجها فاتخذ إجراء حاسما وألغى خدمة الانترنت اللاسلكية من المنزل بعد ان أجرى بحثا في منطقته ووجد أن جميع الشبكات اللاسلكية المتوفرة في منزله مشفرة وصادر هاتف الخادمة الذكي وأعطاها بدلا عنه جهازا محدود المواصفات مع بطاقة اتصال دولية بمبلغ محدود تصرف لها شهريا. وطلب من زوجته عدم فتح الموضوع معه نهائيا أو البحث فيه. الثانية اختارت الخيار الأصعب وقررت استبدال الخادمة لتريح نفسها مما أصابها من قلق ووجع رأس حتى ولو كلفها ذلك ماديا وجسديا. أما أنا فظللت أسيرة لمبادئي وحاولت إقناع الخادمة تارة بالحسنى وتارة بالتهديد بعد ان أعدت لها هاتفها بانها لو حملت أي صورة أو ذكرت أي معلومة عن بيتي فسيطالها العقاب أمنيا لتهديدها سلامة الأسرة ونبهتها بأني قد وظفت شخصا لمراقبتها من المكتب الذي استقدمتها منه ليساعد ابنتي في مراقبتها الكترونيا) هل انتهت القصة أم أن القادم أشد؟ الله وحده يعلم، لكننا الآن في زمن لم يعد التحكم في حريات الآخرين أو قناعاتهم أمراً ممكنا، زمن بتنا وأصبحنا لنجد لسلطة المال والقوة حدودا أقل بكثير مما كانت تحظى به سابقا ! فلا المال ولا التهديد يمكن أن يقفا في وجه الفضاءات الالكترونية والافتراضية بعد أن أصبحت في متناول الجميع بدون استثناء.