قبل عدة أسابيع نُشر خبر عن تصدر أثرياء ورجال أعمال سعوديين قائمة أثرياء الشرق الأوسط لعام 2011م ؛حيث حقق الأثرياء السعوديون أعلى قدر من الثروة بين كافة أثرياء منطقة الشرق الأوسط (جريدة الرياض نت بتاريخ 11/11/2011م) . فقد تضمن هذا الخبر أن "30" شخصية سعودية وردت أسماؤهم في البيان بلغ مجموع ثرواتهم أكثر من "227" مليار دولار - أي أكثر من ثمانمئة وواحد وخمسين مليارا ومائتين وخمسين مليون ريال 851,251,000,000 . وقد تراوحت ثروات كل منهم مابين 20,4 مليار دولار إلى مليار دولار وفق البيان الذي ورد في هذا الخبر. طبعاً ندرك أمام هذا الخبر أن هذه الثروات حق طبيعي وشخصي لهؤلاء الأثرياء .. وهي ثروات ناتجة عن جهود وعن عمل وعن كفاح طيلة سنوات عديدة .. ولا يحق لأي أحد أن يعترض على حجم هذه الثروات أو يشكك في مصدرها إلا بوثائق دامغة !! وما يصدر من أقاويل أو تشكيك أو تكهنات أو إشاعات فإنها جميعها مردودة على أصحابها وعلى كل من يطلقها إذا لم يكن هناك قرائن مقنعة وموثقة .. لذلك فانه ليس من المستحسن وليس من الواجب الديني والأخلاقي إطلاق مثل هذه الإشاعات والشكوك بحق هؤلاء الأثرياء، أو أحد منهم أو غيرهم ... فهؤلاء يظلون رجال أعمال ومواطنين لهم إسهامات لوطنهم في مجالات مختلفة !! لكن السؤال الأهم والمفترض الذي يتبادر تلقائيا إلى ذهن القارئ والمواطن هو أين زكاة هذه الثروات ؟ وما هو مصيرها ؟ وهل تحصل الزكاة فعلا بالوجه الدقيق ؟! وهل هناك متابعة دقيقة وصارمة وعادلة ؟! وهل هناك توثيق فعلي لتحصيل زكاة هذه الثروات وضمان صرفها بالوجه الصحيح !! وعلى افتراض أنها ثروة نقدية فإن مبلغ زكاة مجموع ثروات هؤلاء الأثرياء يصل لأكثر من 21 مليار ريال! لذلك فانه من المؤكد أن مبلغ الزكاة إن تم فعلاً تحصيله وإنفاقه بالوجه الشرعي سيقضي على كل مشاكل الفقراء والفقر في وطننا !! وسيكون هذا المبلغ أيضاً عاملا مساعدا في إنجاز العديد من هذه المشاريع الخيرية والاجتماعية في بعض مناطق المملكة .. والتي تحتاج إلى العديد من المشاريع الخيرية الصحية والتعليمية والإنسانية فمبلغ الزكاة في مثل هذه الثروة إن أحسن استحصاله وإن أحسن الاستفادة منه بطرق منظمة ومحكمة وعادلة فانه من المؤكد أنه مبلغ سيقضي على الكثير من المشاكل وعلى الكثير من الاحتياجات الاجتماعية !! إضافة إلى ذلك هناك زكاة فئات أخرى من المواطنين ومن رجال الأعمال والتجار السعوديين والأشخاص الذين لم ترد أسماؤهم في هذه القائمة ومنهم من يملك ثروات هائلة مماثلة وأكثر من ذلك أو أقل !! إضافة إلى ذلك أيضاً هناك زكاة العديد من الشركات والمؤسسات والتي من المؤكد أنها أضعاف هذه المبالغ !! حيث تحمل رؤوس أموالها أرقاما مذهلة جداً تستحق المتابعة والاهتمام وإلى إعادة النظر فيها من كافة الجوانب !! وسرعة تحصيل زكاتها بالطرق المضمونة والمحكمة . لذلك فإن زكاة هذه الثروات إن أُخرجت بكل صدق وبكل تلقائية وإن حُصلت من الجميع بطرق عادلة ونظامية وجادة وسريعة ومنظمة فإنها ستمثل " ثروة " خيالية قادرة إن شاء الله على حل كثيرمن المشاكل الاجتماعية وستحقق كل متطلبات أبناء المجتمع في ظرف عام واحد فقط ولكن .. !!