ولن أتحدث هذه المرة عن العنف الأسري ضد الأطفال ، ولو أنه أصبح ظاهرة ملموسة ، خاصة إذا كانوا أبناء أم أخرى غير الزوجة ، أي زوجة الأب ، وهو عنف أسفر في حالات كثيرة إلى القتل ، وأريد هذه المرة أن أتحدث عن العنف ضد الزوجة ، خاصة وأن أسبابه معروفة ، وترجع إلى الذكورية ، والذكورية غير القوامة ، والقوامة معروفة ولا داعي أن أتحدث عنها ، ولكن الذكورية ظاهرة جديدة لم يرد لها نص في الشرع ، ولكنها نشأت نتيجة ضعف المرأة وتربيتها كإنسان ضعيف ، ومن هنا استطاع الرجل أن يتسلط عليها ويفرض عليها إرادته وكأنها ملك يمينه ، وهذا يجيز له الضرب بل الضرب المبرح الذي قد يخلف عاهة ، وحالة الزوجة التي ترقد على السرير الأبيض ضحية عنف زوجها في أحد المستشفيات ، وتعاني من آلام شديدة لدرجة أنها لا تستطيع الأكل خير مثال على ذلك ، والغريب أن الزوج متعلم ، ولكن الطبع يغلب التطبع ، وقد وقعت وزارة الشؤون الاجتماعية مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية اتفاقية تعاون مشترك لتنفيذ مشروع من الدراسات تتعلق بأعمال الوزارة من أبرزها دراسة تجريها المدينة حول العنف الأسري وسبل التصدي له ، ولعل هذه أول خطوة في القضاء على العنف الأسري .