تشهد منطقة جازان هذه الأيام أجواءً معتدلة مصحوبة بأمطار تميزها عن بقية أيام السنة، وتشهد مواقعها السياحية المتعددة حالياً إقبالاً كبيراً من الزوار والسياح من داخل المنطقة وخارجها، خصوصاً سواحلها الخضراء ذات الطبيعة الخلابة، وشواطئها بهوائها العليل، وأوديتها المتميزة باستمرار جريانها، وخضرتها، وجبالها ذات المدرجات الخضراء. وتحظى هذه المواقع السياحية بمختلف محافظات المنطقة اهتماماً كبيراً من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان الذي يبذل جهداً كبيراً لدعم السياحة بالمنطقة، حيث افتتحت في عهد سموه العديد من المنتجعات والمنتزهات في سواحل وجبال جازان، إضافة إلى عدد من الشاليهات والأسواق والمولات، مما ساهم في إقبال السياح، وجعل جازان جذابة للمستثمرين، كما يعتبر هذا الموسم مهماً لدى أهالي المنطقة وذلك لما تشهده أراضيهم الزراعية من انتعاش كبير بسبب هطول الأمطار. وتشهد ضفاف أودية المنطقة حاليا والأراضي الزراعية إخضراراً ملحوظاً لقصبات الذرة المتميزة بعذوقها الحمراء والبيضاء، ك"وادي بيش" و"وادي صبيا" و "خلب" و"مزارع الخشل والخوبة". وأوضح "رستم كبيسي" -المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بجازان- أن جازان تتميز بتنوع تضاريسها وخصوبة أراضيها وهذا يوفر لمناخها تنوعاً فريداً، فأجزاء من منطقة جازان تصلح لأن تكون في الشتاء، وأجزاء أخرى منها تمثل مصيفاً جميلاً للمتنزهين، مضيفاً أن المنطقة هذه الأيام بدأت في موسمها الشتوي الذي يتميز باعتداله المناسب، خصوصاً في السهول والشواطئ، وهي بذلك تكون مشتى جميلاً يقصده الزائرون للتمتع باعتداله بعيداً عن البرد القارص الذي تشهده المناطق الأخرى، موضحاً بأن أشهر المواقع السياحية التي تشهد اقبالاً شديداً هذه الأيام من الزوار والسياح هي عيون المياه الحارة ب"الخوبة وبني مالك"، و"شاطئ الطرفة" و"شاطئ بيش"، و"جبال فيفا" و"وادي لجب" و"مطل العارضة" و"متحف جازان" و"وادي رزان" و"جزيرة المرجان" إضافة ل"جزر فرسان". وأكد "الكبيسي" على أن جهاز السياحة بالمنطقة سخر كافة إمكانياته لاستقبال الزوار والسياح والتنسيق من الجهات ذات العلاقة لتوفير بيئة سياحية متميزة، مضيفاً بأن المنطقة مقبلة على مشاريع سياحية كبيرة حيث أنُجزت مجموعة من الدراسات والتصاميم للمواقع السياحية، وهذه المشاريع عبارة عن مشاريع تسويقية، وتثقيفية للمجتمع، تنفذ عبر خطة تنفيذية الثلاث السنوات المقبلة، موضحاً أن هذه الخطة تم فيها تقسيم جازان إلى مسارين، المسار الأول يبدأ من الكورنيش الشمالي إلى القرية التراثية جنوباً، والمسار الثاني بجزيرة فرسان يبدأ من ميناء جازان إلى شاطئ الفقوة، مشيراً بأن ما بين المسارين تمت تهيئته بالمطاعم والفنادق وأماكن الجلوس، وغيرها من الخدمات بالشكل الذي يرضي الزائر أو السائح، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، منوهاً بأنه تم الانتهاء من 3 مشاريع تم تنفيذها وهي إعادة ترميم "قرية القصار بفرسان"، ومشروع تطوير "مرسى الغدير" و"مرسى الحافة" بمدينة جازان، وجميعها وفرت بهما جميع الخدمات المطلوبة لدى الزوار والسياح. وكشف أن هناك ثلاثة مهرجانات سيتم انطلاقها في يوم 25 من شهر صفر المقبل، وهي "مهرجان جازان الشتوي" و"مهرجان الدرب" و"مهرجان الشقيق" ومن المنتظر ان تجتذب العديد من السياح سواء في جازان أو من خارجها، لمشاهدة الفعاليات والكرنفالات ومهرجانات التسوق التي سوف تقام، وفيما يختص بالفنادق والشقق المفروشة وجاهزيتها لاستقبال الزوار والسياح، شُكلت لجنة رقابية من جهاز السياحة بالمنطقة، للإشراف على الفنادق والشقق والتأكد من جاهزيتها ومدى إلتزامها بالأسعار المناسبة، مبيناً أن "جازان" تشتهر بالعديد من أصناف المأكولات المختلفة التي تتنوع باختلاف الزمان، مرجعاً ذلك لقربها من البحر والجبال، موضحاً أن أكلة "الخضير" تعد من أكثر الوجبات انتشاراً هذا الموسم، لما تحتويه من مكونات غذائية هامة.