تواصل وحدة أبحاث السرديات في جامعة الملك سعود نشاطها هذا العام عبر استضافة الزميلة أميمة الخميس يوم الثلاثاء الماضي لإلقاء المزيد من الضوء حول تجربتها الإبداعية والروائية من خلال روايتيها البحريات والوارفة كأحد الأنشطة التي ترمي وحدة السرد فيها إلى تفعيل دور جامعة الملك سعود على مستوى البحث العلمي والدراسات العليا، ومد جسور التعاون بين قسم اللغة العربية والمبدع السعودي ، والإسهام بجهد وافر في خدمة القضايا العلمية المتعلقة بالسرد. وقد صرح ل«الرياض» د. أحمد صبرة وهو من الأكاديميين الذين أسهموا في تأسيس مشروع وحدة السرد في جامعة الملك سعود ان (السرديات تمثل مجالاً من أكبر مجالات النشاط الإنساني: الحسي والخيالي، المادي والمعنوي، وهو مجال ما يزال في حالة تمدد وتشعب: كما وكيفا في آداب الأمم المختلفة وثقافاتها: قديمها وحاضرها ولا شك في مستقبلها. وتهدف الوحدة إلى درس هذا المجال، ومحاولة فهمه فهماً أكثر عمقا من خلال تنظيم أكاديمي يعنى بدرس السرديات، ويتتبع المنجز فيه، ويساعد على إنتاج معرفة مثمرة في هذا المجال الذي يؤثر تأثيرا كبيرا في النشاط الإنساني، وأضاف ان كثيرا من الدارسين في مجال الأدب والاجتماع يعرفون الإنسان بأنه كائن سردي، يمارس فعل الحكي منذ وجوده الأول على الأرض مشافهة وكتابة، يتعاطاه في علاقته بذاته وبالآخرين، وهو يتجلى في كل أشكال التعبير الإنساني: شعرا ونثرا، ففي الشعر هناك حالة من السردية تكتنف التعبير بالشعر، حالة تحكمها آليات كثيرة داخل النظام الشعري ربما لم يتم بحثها بعمق وفق المنظور السردي، وفي النثر يشهد الموروث العربي –كغيره من الموروثات البشرية- أشكالا شتى من هذا السرد نماها ونقاها على امتداد العصور عامل المثاقفة والتأثر والتأثير.علما أن هذا المشروع الأكاديمي يرمي إلى ترميم ودعم ضعف البحوث العلمية في مجال السرديات نتيجة لغياب المفاهيم الأساسية للسرديات عند كثير من الدارسين ، مع غياب التوثيق العلمي لكثير مما يكتب في السرديات إضافة إلى ضعف العلاقة بين الجامعة والمؤسسات التي تعني بالسرديات في المجتمع). وقد أدارت الندوة من قسم اللغة العربية د. منال العيسي ومن القسم الرجالي د. حسين المناصرة ، وفي بداية الندوة قدمت الزميلة أميمة الخميس لمحات عن تجربتها الروائية وعبرت عن مشاعرها الطيبة لعودتها إلى القسم الذي تخرجت منه في جامعة الملك سعود ولكن بعد أن تأبطت قراطيسها وكتبها ونتاجها الأدبي . بعدها قدمت الأستاذة. سمر المزيد من قسم اللغة الإنجليزية دراسة بإشراف د. هيفاء بنت سعود الفيصل تناولت فيها ظاهرة التناص بين روايتي( Jane Austen Bride and Prejudice ) ورواية أميمة الخميس البحريات. تطرقت فيها الباحثة إلى المشترك بين الروايتين (من خلال منظور النقد النسوي )على الرغم من التفاوت الزماني والمكاني بينهما ، حيث آشارت المزيد إلى أن الروايتين تشتركان في (إبراز الهيمنة الذكورية –محدودية تعليم النساء-الزواج المدبر )وأشارت المزيد إلى كثافة وجود الآخر في الروايتين بجميع تجلياته . بعدها فتح باب النقاش في الندوة التي حضرها عدد كبير من الأكاديمين والمهتمين وطالبي وطالبات الدراسات العليا حيث تمحور النقاش ، عن النقد المقارن ومدارسه الحديثة ، ومفهوم التناص ، وعن بعض التقنيات السردية التي وظفتها الروائية في رواية الوارفة والبحريات .