فور تردد الأخبار عن عزم النجم الجماهيري سعد الحارثي التوقيع للهلال الفريق المنافس لفريقه الأول النصر ظهرت على السطح أصوات عدة تعترض على الصفقة وتصفها بأنها خاسرة وبأن الهلال سيشرب المقلب فيما لو وقع مع لاعب منتهٍ على حد قولهم مثل سعد الحارثي، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل واصلوا التقليل من سعد ومن صفقة انتقاله واتهموا القائمين على المفاوضات بالجهل في خطوة أقرب ما يمكن وصفها أنها أبعد ما تكون عن الاحترافية سواء في تقبل خيار استراتيجي للاعب محترف أو حتى في التعاطي معها في الإعلام المرئي والمقروء والحديث أيضاً "تويتر – فيسبوك". هؤلاء الذين خرجوا قبل إعلان التوقيع وبعده معترضين ومقللين من أهميته مكابرون صدموا في ميولهم وحاولوا التخفيف عن أنفسهم وعن الجماهير المتعصبة أمثالهم، وإلا فالعاقل يعلم جيداً أن اللاعب الموهوب باستطاعته العودة لمستواه متى توفر له المناخ الملائم ومهاجم مثل سعد عمره 28 عاماً أبدع أيما إبداع مع المنتخب السعودي الأول حينما بزغ نجمه في تصفيات كأس العالم 2006 وواصل التألق في نهائيات كأس أمم آسيا 2007 قادر على العودة لمستواه فهو ليس لاعباً عادياً يساورك القلق حوله هل سيبرز أم لا، أما من يتحدث عن غيابه عن التهديف وعن المشاركة مع ناديه مؤخراً فهو يدين نفسه دون أن يعلم لأنه الأدرى بظروف الحارثي وأسباب إبعاده عن تمثيل النصر ولماذا اضطهد بسبب عضو شرف أعجبه أداء سعد فحضر إلى النادي وقدم له هدية مالية دون زملائه الأمر الذي أثار الإدارة وتسبب في الضغط على سعد الحارثي حتى حرم من المشاركة مع الفريق في أوقات كثيرة كان جاهزاً فيها. سعد الحارثي قد يكون تأثر بالابتعاد عن المشاركة في المباريات الرسمية ولكنه لاعب يمتلك الأساسيات ولذا هو قادر على العودة متى وجد الرعاية السليمة بدنياً ومعنوياً وربما تتضح سهولة ذلك مع متابعة تصريحات سعد الحارثي الإيجابية بعد توقيعه مع الهلال. الطريف في الأمر أن والعجيب أن الذين "طاروا في العجة" وحاولوا تعطيل الصفقة ليسوا مختصين فنيين بمعنى أن الرأي الفني بلاعب دولي سابق يكون مقنعاً بشكل أكبر لو أتى من متخصص أو مدرب لربما كان مقنعاً أكثر وهو الأمر الذي حدث فقط مع المدرب الوطني د. عبدالعزيز الخالد الذي راهن على نجاح الحارثي مع الهلال ولم نرَ غيره أي رأي فني، والأدهى والأمر من ذلك أن هؤلاء المكابرين الذين تباكوا على الصفقة وكأن في تمامها نهاية للهلال الكيان الذي ظهر ولأول مرة في صورة محبوبهم الأول هم أنفسهم من هلل وصفق لصفقة انتقال ياسر القحطاني للعين الإماراتي وكانو يرددون آنذاك أن الاحتراف الحقيقي يوجب السماح لياسر بالانتقال للامارات في دليل واضح على أن من يسيِّر آراءهم الألوان والأهواء فقط. سعد الحارثي وقع وانتهى الأمر وعلى المعارضين من الطرفين منحه الفرصة كما منح من هم أقل منه تاريخاً ونجومية وجماهيرية بل وقبضوا أكثر مما قبض مقابل التوقيع؛ أما التقليل من سعد ومن النادي الذي احتضنه فذلك أقرب لقول الشاعر العربي: "كناطحِ صخرةً يوماً ليُوهِنَها... فلم يُضِرها وأوهى قرنَهُ الوَعِلُ"