لو تمت صفقة إعارة نجم الإتحاد محمد نور إلى نادي الجيش القطري والتي تبدو وشيكة جداً، تكون الفرق الأربعة الأكثر شعبية قد قبلت أن تستغني هذا الموسم عن نجومها الجماهيريين في ظاهرة لم نعتد عليها محلياً. فبعد أن أعار الهلال نجمه ياسر القحطاني للعين الإماراتي الصيف الماضي، وفي خلال أقل من أربعة أشهر توالت مفاجآت الأندية، فانتقل مالك معاذ من الأهلي للنصر معاراً، ولم يجدد النصر مع سعد الحارثي فوقع معه الهلال، والآن محمد نور في طريقه إلى قطر! إذا أردنا التطور كروياً فيجب ألاّ يكون هناك مجال لمجاملات الأسماء في الأندية حتى لاتصل للمنتخبات، وفي ظل الإخفاقات السعودية الكروية نتمنى أن تكون الأندية قد استوعبت ذلك وتجاوزت خشيتها من الغضب الجماهيري، وقاست أمورها بمقياس فني بحت. تختلف دوافع الرحيل والتغيير في الحالات الأربع، إذ أنه يجب أن تكون لكل حالة ظروفها الخاصة:
أولاً: محمد نور – العمر 34 نجم قدم كل شيء للاتحاد ومن أبرز اللاعبين في تاريخ الكرة السعودية، لكن في آخر موسمين أصبح ظهوره بالشكل المعهود عنه حالة نادرة، يغيب عن مستواه عدة مباريات ثم يظهر في مباراة ويعود للغياب مجدداً. أحاديث دائمة تثار عن نفوذه وتأثيره داخل النادي والتي تؤثر حتى على الإدارات المتتابعة والمدربين، على الجانب الآخر، فريقه الاتحاد بحاجة للتجديد، يعتقد أن إكمال النصف الثاني من الموسم بدون محمد نور ستكون خطوة تتيح للقائمين على الاتحاد قراءة أوضاع الفريق جيداً بدونه ويمهد لقبول فكرة ابتعاده. فنياً، هو الأفضل أداء بين الأربع لاعبين المنتقلين، وذهابه معاراً لقطر سيفيد كل الأطراف.
ثانياً: مالك معاذ – العمر 30 لاعب صنع مجداً للأهلي لكن سرعان ما خفت نجمه، في آخر موسمين قلّت مشاركاته وانخفض عدد أهدافه بشكل كبير، واستقطب فريقه الأهلي لاعبين أجنبيين في مركزه، رحل معاراً هذا الموسم للنصر. أشك في عودته أساسياً للأهلي خاصة بعد التطور الكبير في مستوى الفريق هذا الموسم.
ثالثاً: ياسر القحطاني – العمر 29 بكل تأكيد جماهير الهلال غير راضية عن أداء ياسر في الموسمين الأخيرة، لكن ما يهوّن عليها ذلك هو أن الهلال كفريق كان يسجل بمختلف اللاعبين، كما أن تأثير غياب ياسر عن مستواه لم يؤثر على مسيرة الفريق الذي ظل منافساً وحاصداً لأغلب البطولات. مستوى ياسر قد يكون الأكثر تذبذباً بين هؤلاء، فرصيده التهديفي جيد نوعاً ما، ولكنه يختفي في عدة مباريات. يبدو واضحاً على ياسر معاناة نفسية لم يتمكن من تجاوزها منذ 2009 وتطلبت خروجه وتغيير الأجواء. لا أستبعد انتقال ياسر بعد الإعارة انتقال نهائي للعين لما يظهر عليه من راحة نفسية في الإمارات. أما بالنسبة للهلال على مستوى مادي، فلقد ربح من إعارته، وفنياً تغير شكل خط الهجوم بوجود مهاجمين أجنبيين إضافة للمحياني والتوقيع مع سعد الحارثي مؤخراً.
رابعاً: سعد الحارثي – العمر 28 وهي الصفقة الأغرب بين كل تلك الصفقات، وتظل ميزتها الوحيدة للاعب كونه أصغر عمراً وبإمكانه إثبات نفسه وإظهار إمكانيات كافية لتبقيه لاعباً في صفوف الهلال. أما غير ذلك فهي صفقة أقرب إلى المقامرة بلاعب لم يشارك كثيرا في الموسم الماضي وهذا الموسم وواجه مشاكل كثيرة مع ناديه خلالها. من الممكن أن يكون انتقاله للهلال فرصة أخيرة له للبقاء لاعباً مهماً في الفرق السعودية.
ختاماً، عندما عرض تشيلسي الإنجليزي قبل أسابيع على العاجي ديدييه رغبته في التجديد لمدة عام واحد، لم يناسبه ذلك، وقال مدير أعماله في تصريح له: ‘لم يعد لدى ديدييه أي شيء يثبته بعد أن بلغ الثالثة والثلاثين من عمره، سيذهب إلى حيث العرض الأفضل من الناحية المادية سواء في الولاياتالمتحدةروسيا أو قطر أو مكان آخر في آسيا” جملة صريحة جداً! فهل ما يحصل الآن هو خطوة أولى للاعبينا للتوجه إلى نفس الطريق وتحديداً الملاعب القطرية والإماراتية بحثاً عن ربح مادي أكبر وصخب جماهيري أقل حتى ولو لم يصرحوا بذلك؟ النادي الأهلي | سعد الحارثي | مالك معاذ | محمد نور | نادي الاتحاد | نادي النصر | نادي الهلال | ياسر القحطاني