أكد وزير الثقافة والإعلام اياد مدني أن إنشاء قناة تلفزيونية تتخصص بالسياحة داخل المملكة سيكون من ضمن الأفكار التي سوف تطرح عن طريق الأمانة العامة للهيئة العليا للسياحة. وأضاف في معرض رد لسؤال «الرياض» أن هذه الحملة التسويقية للسياحة هي بداية والمزيد من البرامج التعريفية والتوعوية عبر قنوات التلفزيون الأربع والإذاعة والصحف، وهذا سوف يؤدي إلى إثارة الانتباه وتوعية وتعريف الناس بفرص السياحة المتاحة. جاء ذلك في تصريح صحفي عقب إطلاق الحملة التسويقية السياحية لصيف السعودية في وسائل الإعلام المحلية وبعض الصحف والمجلات والقنوات الفضائية ظهر أمس بمقر التلفزيون مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، حيث بين سموه أن من ضمن الاستراتيجية الإعلامية للهيئة هي تزويد الصحف ووسائل الإعلام بالعديد من المنتجات السياحية سواء المكتوبة أو غيرها عن بعض مناطق المملكة وفعالياتها. وأكد سموه: إننا نؤيد السياحة الأسرية وقد أعلنا ذلك والاستراتيجية الوطنية كلها قد بنيت على ذلك. وبين سموه في سؤال ل «الرياض» عن إمكانية إطلاق برنامج سياحي عام للمملكة دون أن يكون هناك تخصيص لكل منطقة، إن الهيئة سوف تطلق هويات المناطق خلال الشهرين القادمين التي تحدد تركيز وهوية المنطقة السياحية. وأضاف: إننا ننظر فيما يسمى بمجلس التسويق الوطني الذي سوف يشمل المناطق كلها وجزءاً من ميزانياتها التسويقية ويشمل أيضاً الشركات التي تقدم خدمات. وحول إقامة أمسيات شعرية وغنائية بالرياض بيّن معالي الوزير اياد مدني أننا ننسق مع الأمانة، وهناك هيئة عليا للسياحة وما يبث بالتلفزيون له صلة ما بالسياحة لكن ليس له صلة مباشرة وهناك تنسيق دائم ووثيق بين وزارة الثقافة والإعلام وأمانة الهيئة العليا للسياحة. هدف الحملة وتهدف هذه الحملة التي تستمر حتى الثاني من شهر جمادى الآخرة إلى تقديم الدعم التسويقي والمساندة الإعلانية والإعلامية للفعاليات السياحية والترويحية التي تقام هذا الصيف في عدد من مدن ومحاظات المملكة، حيث من المتوقع أن تشهد هذه الفعاليات زيادة كبيرة هذا العام. وأوضح سمو الأمين العام أن الحملة التي انطلقت تحت شعار «تقرب إلى عائلتك.. تعرف على المملكة» تهدف إلى بناء ثقافة سياحية إيجابية في المجتمع من خلال دعم التوجه نحو السياحة الأسرية، وبيان الأثر الإيجابي للسياحة في دعم المجتمعات المحلية، وتوفير فرص العمل، بالإضافة إلى إبراز الأنماط السياحية الترفيهية، والتعريف بمقومات الجذب السياحي، وأشار إلى أن الحملة تهدف إلى الوصول إلى 80٪ من الجمهور المستهدف على الأقل، ولذلك فقد تم التركيز على تنويع الوسائل المستخدمة من تلفزيون وصحف وإعلانات طرق وغيرها من وسائل إعلانية. وأشاد سمو الأمين العام للهيئة بالدعم الكبير الذي تحظى به السياحة الوطنية بشكل عام والهيئة بشكل خاص من قبل المسؤولين في وزارة الإعلام وعلى رأسهم معالي وزير الإعلام والمسؤولين في التلفزيون والإذاعة، وكذلك المؤسسات الصحفية السعودية، مشيراً إلى أن وزارة الإعلام تعد الشريك الرئيس للهيئة في تنفيذ استراتيجية الإعلام السياحي التي أقرها مجلس إدارة الهيئة العام الماضي، وأضاف سموه: إن وسائل الإعلام السعودية تضطلع بالدور الأهم في عملية ترويج السياحة الوطنية، وإبراز مقومات الجذب السياحي التي تتمتع بها مناطق المملكة المختلفة، إضافة إلى دعمها المستمر لبرامج الهيئة العليا للسياحة ومشروعاتها الهادفة إلى تنمية السياحة الوطنية، وتهيئة البيئة المناسبة لتطوير هذا القطاع المهم من قطاعات الاقتصاد الوطني. وأضاف سموه إن الهيئة حرصت على التعاقد مع إحدى مؤسسات الإعلان السعودية التي تدار بأيد سعودية 100٪ للمساهمة في تنفيذ الحملة، بحيث تكون الأفكار والتصميمات والعناصر الإعلانية نابعة من ثقافة المجتمع السعودي، ومتوافقة مع العادات والتقاليد واللهجة الطنية. وجاءت أبرز بنود هذه الاتفاقية أن تقوم وزارة الإعلام بواجبها ببث مواد إعلانية وإعلامية لحملات التوعية والتسويق للسياحة السعودية المعتمدة من قبل الهيئة بدون مقابل مالي ومن خلال القنوات السعودية وكذلك الإذاعات التابعة للوزارة كما يلزم الوزارة ببث نشرات إعلانية خاصة بالسياحة المحلية خلال موسم لصيف 1426ه وفق هيكلة البرامج المعدة. وتلتزم هيئة السياحة من جهتها بالتنويه عن دور وزارة الثقافة والإعلام لدعمها السياحة الوطنية من خلال المواد الإعلامية والمطبوعة التي تصدرها الهيئة، كما تقوم الهيئة بإعداد وسائل إعلانية على حسابها ومن ثم يقوم التلفزيون السعودي ببثها مجاناً وفقاً للضوابط المعمول بها. وتشير الاتفاقية إلى قيام الجهات بالعمل على تنفيذ استراتيجية الإعلام السياحي وتعملان على وضع خطة إعلامية شاملة تعمل على دعم تنمية صناعة السياحة في المملكة بأبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبنية. وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أمين عام هيئة السياحة قد زار أمس الأول مشروع الشبيلي السياحي على ساحل العزيزية بمدينة الخبر واطلع سموه يرافقه مساعده سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله على مرافق المشروع واستمع إلى شرح مفصَّل عن أجزائه من صاحب المشروع الشيخ خالد بن سعود الشبيلي. وعبَّر سموه عن اعجابه بما أنجز من بنية تحتية لهذا المشروع الذي يُعد أكبر المشاريع السياحية بالمملكة. من جانبه عبَّر الشيخ خالد الشبيلي عن سعادته بهذه الزيارة التي قال إنها لفتة كريمة من المسؤول الأول عن السياحة بالمملكة ومساعده مشيداً بأن ذلك يعبِّر عن اهتمام القائمين على السياحة بالمشاريع السياحية الطموحة التي تسعى إلى رفع مستوى السياحة بالمملكة. وفي ختام الزيارة قال سمو الأمير سلطان بن سلمان إن هيئة السياحة قد أبرمت اتفاقية فيما بينها وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن لبرنامج سعودة القطاع الترفيهي، ومن أهم هذا القطاع الفنادق. وقال سموه إن لدى الهيئة اتفاقية أخرى ستتم الأسبوع القادم مع جامعة أم القرى لسعودة قطاع الحج والعمرة. كما أن هناك اتفاقات مع المؤسسة العامة للتدريب الفني لتأهيل عدد من الشباب السعودي في مجال السياحة الذي يعد من القطاعات الاقتصادية الهامة ويسعى لأن يكون هناك سعوديون مدربون ومهيئون لهذا القطاع. وأضاف سموه: إنه تم في الاجتماع الذي عقد بغرفة تجارة وصناعة الشرقية مع عدد من رجال الأعمال وأعضاء اللجنة السياحية بالشرقية مناقشة بدء تنفيذ استراتيجية التنمية السياحية بالشرقية.. وأشاد سموه بخبرة السائح السعودي الذي قال إنه مستهدف من جميع الدول السياحية، وفي مجال الاستثمار السياحي قال الأمير سلطان بن سلمان: للأسف إننا في المملكة تركنا الفرصة لدول أخرى تستهدف المستثمر السعودي وتجعل له أنظمة سلسة وفرصاً كبيرة للاستثمار، مع أننا في المملكة نملك مقومات أكبر حيث اننا السوق السياحي الأكبر ونحن لا نستورد السياح كما يفعل الآخرون، بل على العكس فلدينا سياح يريدون السياحة في بلادهم، وبالتالي فالمستثمر السعودي يريد فرصة الاستثمار مهيأة كما تعود عليها في البلدان الأخرى. وحول اعتماد السياحة في المملكة على المهرجانات السياحية قال سموه: في الوقت الحاضر هذا صحيح إلى حد ما، ولكننا الآن نمر بمرحلة هامة جداً ونعمل على هيكلة السياحة حتى تكون صناعة متكاملة ولا تكون موسمية أو تعتمد على منتج سياحي واحد بل على طبقات متعددة من الفعاليات والمنتجات وتعتمد على أنظمة واحدة وعلى شركاء فاعلين في القطاعين العام والخاص وتعتمد أيضاً على نمو سياحي محلي لأن المملكة قارة وكبيرة ولديها 13 منطقة ومدن وحواضر ومواقع سياحية كثيرة والمواقع ليست الآن منظمة لأن تكون منتجة سياحياً وبصفة مستمرة طوال العام، وأسواقها غير محددة الآن وغير مستهدفة لذلك نحن نقوم بعملية هيكلة كبيرة جداً للسياحة كصناعة تحقق فرص عمل كبيرة أكثر مما يتحقق في قطاعات كبيرة جداً مثل الصناعة، فالسياحة صناعة يعمل بها اليوم أكثر من 13٪ من سكان الأرض. وفي ختام زيارته اطلع سموه على المجسم الخاص بمشروع الشبيلي السياحي بالشرقية.