تتشكل خارطة سوق العمل في المملكة ، وتتحول سريعاً جراء التغيرات المتلاحقة التي تحدثها التنمية الاقتصادية ، ومخرجات التعليم وعمليات التوطين وكذلك سياسة الاستقدام ، مما يخلق نمطاً من التحولات المتلاحقة خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت ، وما بين سنوات مضت لم يكن السعوديون فيها شيئاً مذكوراً في ذلك السوق و مع مرور الأيام بات السعودي اللاعب المثير للجدل في سوق العمل .. فلم يعد السوق قادرا على تجاهل حقيقة وجود المواطنين كقوة عمل فاعلة بالرغم من التهويل الذي مارسه قطاع الأعمال بحقهم سواء من حيث القدرة الإنتاجية أو عمليات التأهيل..وفي ظل توظيف بعض رجال الأعمال للشباب السعوديين على مضض تحت ضغط حكومي لتنفيذ سياسات التوطين ، بدأت العلاقة العمالية تتحسن بين رجال الأعمال ومواطنيهم تحت واقع التجربة التي شكلت فيما يبدو مفاجأة لبعض رجال الأعمال المترددين في توظيف أبناء بلدهم. وفي الوقت الذي كانت بعض الشركات تتفاخر إلى عهد قريب بتحقيقها نسبة السعودة المفروضة عليها ، راحت شركات أخرى توظف مواطنين بنسبة أكثر مما يفرضها النظام بعضها تجاوز نسبة المواطنين لديها ال40% بشكل طوعي ، ولا يمكن إغفال الدور الذي يلعبه مدير الموارد البشرية إذا كان من ابناء الوطن في المساهمة في رفع هذه النسبة . وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد القحطاني المختص في الموارد البشرية وصاحب أحد مكاتب التوظيف إن السعوديين اليوم باتوا يشكلون رقماً جيداً في سوق العمل ، وأكد أن الجيل الحالي من السعوديين هم أفضل بكثير من الأجيال السابقة الذين كانوا متقاعسين وتنقصهم الجدية، مشيراً إلى أن انحسار الفرص الوظيفية أمام الشباب في القطاعين العام والخاص قد جعلتهم يبدون تفانياً كبيراً في إقناع أصحاب الأعمال بأهليتهم وجديتهم ، مما خلق – حسب القحطاني- صورة جيدة عن أداء الشباب في الفترة الحالية ، وشدد الدكتور محمد على أن العلاقة بين السعوديين أصحاب الأعمال ومواطنيهم تسير في اتجاه جيد ، وأضاف : انني كمتخصص في مجال الموارد البشرية ، وكصاحب مكتب توظيف أراقب عن كثب تلك العلاقة التي بدأت تحت طائلة أنظمة التوطين ، لكنها ما فتئت إلى أن تحولت إلى علاقة عمل شبه متوازنة ، قدم خلالها الشباب السعوديون فصولاً من الأداء الجاد ، مما شكل مفاجأة لبعض رجال الأعمال" ، وأكد القحطاني أنه بالرغم من أن بيئة العمل في القطاع الخاص هي طاردة ، وغير جاذبة للشباب السعودي خاصة في الشركات الصغيرة والمتوسطة إلا أن السعوديين يستميتون اليوم ليثبتوا جدارتهم ،وقال: " إن أغلب رواتب تلك الشركات ليست محفزة ، فهي تتراوح من 2000-3000ريال ، إلا أن نسبة جيدة من الشباب لم يلتفتوا إلى عامل الراتب المحبط ، وإنما كان هدفهم أن يثبتوا لأصحاب القرار في تلك الشركات أنهم لا يقلون قدرة عن نظرائهم الأجانب". وحذر الدكتور القحطاني من إدارة الأجانب لعمليات التوطين في الشركات، وقال إن الغالبية العظمى من المدراء الأجانب يحاربون نجاح السعوديين خوفاً على وظائفهم ، وطالب الدكتور محمد القحطاني ببرنامج وطني لتدريب وتأهيل الشباب بما يتناسب واحتياجات سوق العمل ، وقال: صحيح إن غالبية المقيمين الذي يعملون في القطاع الخاص لا يملكون الكثير من التأهيل والتدريب ، وأن غالبيتهم تدربوا في المملكة ، إلا أنه يجب أن نعد أبناءنا من خلال برنامج وطني تموله الحكومة وينفذه القطاع الخاص لتأهيل وتدريب الشباب للقيام بأعمال يحتاجها القطاع الخاص على نطاق واسع. الشباب السعودي أثبت جدارة عالية السعوديون كانوا على قدر المسؤولية